أمريكا: أم حنون!

Cover Image for أمريكا: أم حنون!
نشر بتاريخ

كن مثلما أهوى أنا أو لن تكون

عبدا تنفذ ما أحدد في سكون
فأنا التي لا شيء يقهر قوتي

وعليك أن تصغي إلي بلا جنون
في نشأتي أحرقت شعبا كاملا

وأقمت فوق رفاته مهد الفنون
فأنا وإن أسرفت في سفك الدما

أهوى الشعوب لأنني أم حنون


أهوى الحروب صناعة وتجارة

لأعيش في رغد وأسبح في الدهون
أهلكت مالا لا يبيد وينتهي

ولكم سلبت من الموارد والعيون
لي كل ما تحت الثرى ما فوقه

ما لا يعد من القواعد والحصون
لا رأي إلا ما أرى والحكم لي

إن قلت كن ما أشتهي فورا يكون


هل تذكر الفيتنام حين قصفتها

بقنابل غازية من ألف طن
هل تذكر اليابان حين صعقتها

بقنابل نووية حتى تهون
فأنا التي صدقت قول (أتجعل

فيها) طغاة مفسدين يدمرون
وعلى مدى التاريخ جنب جرائمي

أضحى جميع المجرمين مسالمون


أنشأت بيتا أبيضا لإدارتي

يأتي إليه (المومنون) يهرولون
ولمن يعارض قبلتي ورسالتي

لي مجلس للأمن يمسح من يخون
شردت شعبا آمنا في سربه

عن أرضه بين المرافئ والسجون
وإذا اقتضت يوما رياح مصالحي

شعبي أدوس كما أدوس على الخؤون


اللهو واللذات تعرف من أنا

والليل يعرفني وأقبية المجون
وشعاري المختار أسلحة الدمار

وبه أدمر من يخالفني الشجون
لكنني أخشى إذا يوما صحا

وأحاط بي قوم شداد مسلمون
كل الذين ذبحتهم بدمائهم

بحرا يحاصرني كفرعون اللعين


ولذا سأرهقهم جميعا شيعة

أو سنة في فتنة يتقاتلون
وأجرع الإخوان من إخوانهم

كأس الردى فكأنهم عمي العيون
لي أن أعيش كما أشاء وهم لهم

لهموا المشانق في الحدائق يعدمون
حتى أحيل ربيعهم بدمائهم

رعبا لمن ما زال يجهل من أكون


ولقد صنعت لهم بديلا جاهلا

من دون قلب للهلاك مسيرون
مثل الدمى أومي لهم فيدمرون

ويذبحون ولا ترف لهم جفون
ما كنت أحلم أنني أجد العزا

في ودهم فوفاؤهم فاق الظنون
دوري أنا الإرهاب أشكر ودهم

نعم البنين تضمهم أم حنون