أطفال أبطال

Cover Image for أطفال أبطال
نشر بتاريخ

عهد طفلة فلسطينية كمثيلاتها من بنات وأبناء فلسطين تأبى الخنوع ولا ترضى بالظلم، حب الوطن الحر دم يسري في عروقها، اتخذت المقاومة عنوانا لها منذ نعومة أظافرها…
كانت مقاومتها صورا تناقلتها وسائل الإعلام عبر سنوات… فنقلت لها صورة وهي تعض يد جندي إسرائيلي همَّ باعتقال والدتها، وصورة أخرى وهي تمسك بجندي لتحرر من بين يديه أخاها المصاب الذي يصغرها سنا…
إلا أن صورة عهد وهي مكبلة اليدين في الساعات الأولى فجر أحد الأيام الماضية تؤرخ للحظة اعتقالها، اعتقلت لأنها منعت غاصبا من اقتحام حرمة منزلها…
اعتقلت لأن مقاومتها هذه المرة لم تكن عضا أو شدا بل صفعة وجهتها لوجه جندي إسرائيلي، اعتقلت لأنها مازالت تقاوم…
أما سناء ذات الأربع عشرة ربيعا اعتقلت وشقيقها بتهمة محاولة طعن مستوطن إسرائيلي، إنها ليست الحالة الأولى التي تنتهك فيها حقوق الطفل الفلسطيني، بل هناك حالات لم يقتصر الاحتلال الصهيوني على الاعتقال فقط بل امتد الى التعذيب النفسي والجسدي…
فالطفل محمد الدرة لم يتجاوز أحد عشرة ربيعا استشهد في حجر والده بسبب وابل من الطلقات النارية للجيش الإسرائيلي تحت عدسات الكاميرا فنقلت الصورة للعالم رغم بشاعتها…
إيمان رضيعة استشهدت ولم يتعدى عمرها الشهر الرابع كانت في حضن والدتها بعد أن أصيبت بقذيفة فأردت جسدها الصغير أشلاءا تناثرت في أرجاء المنزل…
علي طفل رضيع كذلك لم يتعد عمره العام والنصف استشهد حرقا وهو راقد في سريره داخل منزل والديه، والشهيد فارس طفل كان يتصدى للدبابة وسلاحه حجر في يديه الصغيرتين ويحمل بين ضلوعه قلبا لايعرف الوهن ولا يرضى أن ينضم لجيل الغثاء تمنى الشهادة فنالها ولم يتجاوز عمره آنذاك إحدى عشر ربيعا…
فصور إيمان وعلي وأحمد والأطفال الذين استشهدوا أثناء العدوان الإسرائلي على غزة بسبب استهداف البيوت والشاطئ، ولم تستثنى الأرجوحة كذلك في يوم عيد…
فكانت همجية الاحتلال وسيلة للضغط على الأهالي و النيل من عزائمهم وعقيدتهم.
أماصورة عهد وسناء وفارس… أسماء هؤلاء الأطفال سجلها التاريخ بمداد من ذهب ولازال يسجل أسماء أطفال أبطال مادام هناك حق ينتهك وقدس يدنس وقضية عادلة ومحتل يطمع في ترسيخ شرعيته فلن تنطفئ شعلة المقاومة بإذن الله عز وجل.
أطفال أبطال سر قوتهم منحة ربانية ووراء كل طفل أسرة ومدرسة وميدان، في الأسرة إيمان بأن الأجيال القادمة أجيال النصر قدر لها أن تدفع الضريبة عنا جميعا ولن تنتظر اتحاد الأمة وقوتها فكل أسرة هي بمثابة أمة…
فالأب يفتخر بأبنائه ويوجههم ويدعمهم، والأم ترضعهم لبن العزة والكرامة والصمود وتلقنهم أولى الكلمات لا إله إلا الله ولا أحد يُخشى سواه، وثانيها شعارات تزلزل أمن عدو غاصب لتهدد استقراره واستمراره، شعارات تندد بأي شكل من أشكال التجارة في القضية أو التنازل عنها أوخدلانها… فهي لا تضع خدها على كفيها قاعدة تنتظر صلاحا فاتحا آخر بل تصنع من فلذات كبدها عمرا وصلاحا وسمية…
وفي المدرسة أم ثانية تكمل ما ابتدأته الأولى تعلمهم أبجديات المقاومة علم يليه خطوة وسلوك في الميدان…
ميدان قد لا يملك المقاومون فيه سلاحا أو دعما دوليا أو مباركة من الإخوة العرب، لكنهم يملكون إيمانا وعقيدة ويقينا يرهبون به عدو الله وعدوهم، إيمانا بالله أن الاحتلال إلى زوال، وعقيدة بعدالة القضية الفلسطينية قضية الأمة جمعاء ويقينا بنصر الله عز وجل يقينا بأنه تعالى لن يخلف وعده إذ يقول عز وجل في سورة الإسراء وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُئُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا