أسماء البلتاجي

Cover Image for أسماء البلتاجي
نشر بتاريخ

حبيبة وأية حبيبة، شهيدة من الساحة المجيدة.

رفعت القلم لأكتب عنك بعدما كان قلمي يكتب عن السلف الصالح، تتبعا لسيرتهن العطرة، واتعاظا بعبرهن النيرة. منهن من كانت عابدة زاهدة، ومنهن من كانت مجاهدة صابرة، ومنهن من كانت عالمة تقية أبية، والحديث يطول لكن المدرسة واحدة، مدرسة نبوية، مؤسسها رسول العالمية، وسائلها طبية، للروح والعقل والجسد شافية، حب الله ورسوله كان بداية الصلاح وطريق النجاح.

أخيتي لحقت بالسلف الصالح، واتخذت المجاهدات الصابرات قدوتك ونبراس عنوانك، شهادتك كانت تطلعا لكرامة وحرية، ورفضَ قيد لكل طفل أو رجل أو امرأة مصرية.

علمت أخيتي أنك رافضة للانقلاب ومنادية إسلامية إسلامية، فكانت النتيجة دماء وفية، تنادي دائما بالشرعية .

علمت أخيتي أن مشكلة المرأة المصرية والسورية والفلسطينية هي مشكلة صراع بين الجاهلية والحاكمية. جاهلية من أبرز سماتها جهالة وعنف الإنسان على أخيه الإنسان، وهي كما قال عنها محمد قطب رحمه الله: حالة نفسية ترفض الاهتداء بهدى الله، ووضع تنظيمي يرفض الحكم بما أنزل الله. قال تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون. 1

من أحسن، مَن أعدل ومن أرحم مِن الله في حكمه لمن عقل عن الله شَرْعه، وآمن به، وأيقن أن حكم الله هو الحق؟

حقا إنها حالة نفسية، وما أدراك ما هذه الحالة، مجازر ومدافع صوب كل إنسان، نيران في بيوت الله ترتفع لا لشئ إلا لأن مآذنها بالله أكبر وبالشهادتين مدوية.

بين الجاهلية والحاكمية إذن أصبحت المسألة فتنوية، والفتنة أشد من القتل كما جاء في كتاب الله. فاللهم ارحم شهداء مصر وسوريا وفلسطين وكل شهداء المسلمين آمين.


[1] سورة المائدة، الآية 50.