آلاف المغاربة يقرعون “الأواني الفارغة” في مسيرة شعبية بالدار البيضاء تنديدا بتجويع أهل غزة

Cover Image for آلاف المغاربة يقرعون “الأواني الفارغة” في مسيرة شعبية بالدار البيضاء تنديدا بتجويع أهل غزة
نشر بتاريخ

شارك الآلاف من المغاربة مساء اليوم، الأحد 03 مارس 2024، في مسيرة شعبية لـقرع الأواني الفارغة “الطنطنة” بمدينة الدار البيضاء، احتجاجا على “تجويع ساكنة غزة ومن أجل فتح المعابر”.

المسيرة التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالدار البيضاء، انطلقت من دار التوزاني مرورا بشارع النيل وشارع الهراويين انتهاء بتقاطع شارع الشجر، وقد رفع فيها المتظاهرون أصواتهم كما رفعوا أصوات أوانيهم عالية للتعبير عن التضامن المطلق مع أهالي غزة وكل فلسطين، الذين يتعرضون لجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية مع حصار خانق حرموا بموجبه من الطعام والدواء في خضم الإصرار على غلق المعابر بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو الوحيد الذي يربط غزة بالعالم.

ورفع المحتجون في هذه المسيرة إلى جانب قرع الأواني الفارغة، شعارات وشارات ولافتات معبرة عن الإدانة الشديدة لعجز المنتظم الدولي عن وضع حد للجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة لخمسة أشهر متواصلة بالليل والنهار، ولا يفرق فيها بين الرضع والأطفال والنساء والشيوخ، ضدا على كل المواثيق والعهود الدولية الخاصة بأي نوع من أنواع الحقوق، مع انتهاك كل الحرمات الدينية والإنسانية.

 

واستنكر البيضاويون في هذه المسيرة بشدة التواطؤ الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا مع الصهيونية المتوحشة التي تأتي على الأخضر واليابس، كما استنكروا العجز الرسمي العربي الذي يرقى إلى مستوى الخذلان والتواطؤ في غياب أي خطوة ضاغطة على الكيان الصهيوني لوقف جرائمه.

ولم تغفل مسيرة البيضاء، تجديد مطالبها بوقف اتفاقية التطبيع المشؤومة للنظام الرسمي المغربي مع الكيان الصهيوني بشكل نهائي ووقف كل التفاهمات والاتفاقات الفرعية المترتبة عنه، مع إعلان غلق مكتب الاتصال بالرباط وطرد البعثة الصهيونية من على أرض المغرب الذي عرف بتاريخه المشرف في علاقته بالقضية الفلسطينية.

وفي كلمته في نهاية هذه المسيرة، اعتبر الأستاذ محمد النويني أن هذه المسيرة تأتي إسنادا ودعما لغزة الجريحة باعتبارها مصنعا للرجولة والصمود والصبر والجلد، كما أنها مسيرة للتعبير عن الغضب العارم حيال الانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني والتجاوز الخطير لكل القيم الإنسانية وكل قواعد القانون الدولي الإنساني من قبل الكيان الصهيوني وكل من يناصره.

وتابع النويني موضحا أن ما يجري في غزة أزال كل الأقنعة وأظهر الوجه الكالح للمنتظم الدولي وللآليات الأممية، مشددا على أن الصهاينة الأنذال كشفوا وجه الغرب المنافق بامتياز والحكام العرب المتواطئين معه.

وأشار النويني في كلمته إلى أن الصهاينة الأنذال، وصلت بهم الحقارة إلى أن وصفوا الغزاويين بـ “الحيوانات البشرية” وخيروهم بين الهجرة والتهجير القسري وبين الموت بالرصاص أو الموت بالجوع، وأضاف متسائلا: “كيف يحلوا لقادة العرب ولقادة العالم أن يعيشوا في ترف، وأن يناموا والأطفال الفلسطينيون يتدورون ويموتون جوعا وألما أمام الصمت المطبق للمنتظم الدولي؟”

من جهته شكر الأستاذ عبد المجيد الراضي، المنسق المحلي للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالدار البيضاء، كل المغاربة وساكنة الدار البيضاء بالخصوص على الحضور الجماهيري الكبير في هذه المسيرة التضامنية مع أهل غزة الذين يموتون جوعا جراء “هميجية القرن الواحد والعشرين”، موضحا أن العالم يشهد هولوكستا حقيقيا، أمام التواطء بالفعل وبالصمت أمام جرائم لم يعرفها التاريخ.

وقال الراضي إن الفلسطينيين يموتون جوعا، وكلما تقدموا نحو شاحنة تحمل قليلا من القمح والقوت يتعرضون للموت وللتقتيل والدمار، وحكام العرب والجامعة العربية يتفرجون، معتبرا أن “النظام الرجعي في السعودية وقطر ومصر والإمارات متواطئين إما بصمتهم أو بخذلانهم أو بوقوفهم وقوف الجبناء”.

وتساءل الراضي مخاطبين حكام العرب “أين الانتماء العربي؟ ألا تخافون؟ ألا تخجلون؟ نقول لكم ساعتكم قادمة، واشعوب ستغيركم لأنهم لا تعبرون عنها بقدر ما تتواطؤون مع هذا الكيان الصهيوني الغاشم”، لافتا إلى أن هناك “شيئا مفرحا يجعلنا نطمئن، إنهم أحرار العالم، والشعوب التي خرجت في كل الكرة الأرضية، في أوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها…”