الجمال انعكاس للفكر والسلوك، فمن استقام فكره ونظرته للأشياء، انعكس ذلك في سلوكه على الأرض، في حركاته وسكناته..

لم تعرف البشرية من قبل ولا من بعد، رجلا على ظهر البسيطة، أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم، في طهر روحه..

رب رمضان هو نفسه جلت قدرته رب شعبان وشوال وسائر الشهور، فاجعل صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك لله رب العالمين…

إنها مكرمة إلهية فريدة في عطائها ونمائها، ورحماتها وسكناتها، إنه عرس كوني جمع بين سكان الأرض والسماء، احتفاء بالدستور الإلهي الحكيم..

عفوا سيدي رمضان! هل فعلا تحتاج منا إلى كرم الضيافة؟ أم ترانا نحن ضيوف عندك بالنيابة؟ لقد أتانا خبر الوحي أنك كرمت في الأزل في الأرض والسماء…

من خلال استقرائنا لنصوص القرآن الكريم، يلفت نظرنا مركزية “خُلق الرحمة”، وكيف اختارها الله تعالى، بأن جعلها صفة دالة عليه…

تطور هذا النوع من الخطاب الدعوي، من وعظ وخطبة، إلى منهج تفكير، إلى فتنة مزقت الأمة مزعا، وانتهكت حرمات المسلم، إلى نزال عنيف أهريقت بسببه كثير من دماء المسلمين وما زالت تهرق…

آفة خطيرة، وقاصمة ظهر السلوك التربوي لخطيب الدعوة، إذا ما انتابه شعور بعلو الكعب على مخاطبيه في الاستقامة أو العلم، فيخاطبهم من برجه العالي، وكأنه يمتلك صك الغفران المزعوم، وأن طريقه إلى الجنة والنجاة قد حسم، وأن هداية الآخرين ملك له…

ثمة مثلب آخر يهدد الخطاب الدعوي المعاصر، وهو الانسياق مع خيارات النظام السياسي القائم، وميلان الخطاب حيث مال، في خطابه الديني الانتقائي، يلتمس الرضى وعافية الجبناء، على حساب صفاء الكلمة وصدقها…