لا خيار لنا سوى السعي إلى نشر القيم والمرتكزات الصحيحة للإسلام، التي تؤسس لحقوق الإنسان، بغض النظر عن فكره أو عقيدته أو جنسه أو لونه، لأن قاعدة “ولقد كرمنا بني آدم” عامة وشاملة لجنس الإنسان، وحريته في الاختيار، وحقه في الاختلاف والحوار، وحقه في تداول السلطة..

جعل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تحت هذا الفصل من “كتاب جماعة المسلمين ورابطتها” تسع فقرات، الفقرة الأولى: (من فارق الجماعة ) ذكر فيها بعض الأحاديث التي يساء فهمها والتي تتعلق بلزوم جماعة المسلمين وإمامها، واستنبط منها معاني تصحح الفهم وتقومه، نذكر منها قوله: أن الفقهاء أجمعوا على واجب” إقامة إمام المسلمين ومن ثم وجوب بناء جماعة للمسلمين “

بل عمل الرجل أكبر من ذلك وأجل، جمع بين التنظير والتطبيق على أرض الواقع، ووضع تصورا كاملا، بثه في كل ما خطته يده من كتب صغيرة وكبيرة..

إنه من الصعوبة بما كان أن يستطيع باحث دراسة مؤلف من مؤلفات عالم جليل مثل الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله..

يؤكد الكاتب على أنه بعد القومة ينبغي الإيمان بالاختلاف والتعدد سواء داخل الصف الإسلامي أو خارجه…

موطن الفساد والخلل اليوم هو انحلال الولاية في الله بين المومنين…

سنحاول من خلال هذه الورقة، الوقوف عند مضامين فصول وفقرات هذا الكتاب، بإيجاز غير مخل، محيلين على صفحات الكتاب لمن أراد الاستزادة…

إن شباب أي أمة هو عصب حياتها، ومعيار تقدمها أو تخلفها، لأن الشباب هو القوة والحماس، فاليوم أكرم الله عز وجل الأمة بشباب استطاع تغيير مجرى التاريخ..

الحوار مع المخالف في الفكر والمعتقد ليس تنازلا أو حطا من هيبة الدولة كما يفهم الإقصائيون في بلدنا، بل الحوار دليل على قوة الدولة على الإقناع وقدرة المسؤولين على تدبير الشأن العام.