أعرض لرسالة الأمة الواحدة، كيف تكون في هذا الزمن الكوكبي، زمن معاناة الإنسان ومأساة الحياة…

لابد للأمة الإسلامية، وهي ترجو أن تكون خير أمة أخرجت للناس، من هبة عملية؛ أسسها ثلاثة:

نختم الكلام في الجهاد منصتين إلى القرآن يهدينا إلى طريق النصر ويحذرنا قواطعه…

تعال نحصي فضائل ذلك المؤمن المرشح للانتصار، ورذائل هذا المخلف الذي أصابه القُعاد فقعد عن الجهاد…

الجهاد لا يكون من غير يقين في الوعد القرآني، وثبات في الميدان. من أجل ذلك حرضهم القرآن، بما يزرع الرجاء في النصر، واليقين في الجزاء الأخروي…

يعلمنا القرآن الحكيم، أن الله شرع دفع الظلم والعدوان؛ ليحق الحق ويبطل الباطل؛ ويمحق الكافرين ويمحص المؤمنين؛ ويميز الخبيث المنافق من الطيب المؤمن..

قد علمت –حفظك الله-مما تقدم من الكلام في الجهاد، أن الداعية إلى الجهاد هو دفع عدوان الظالمين الساعين في خراب مقاصد الدين؛ واليوم نقف على المقصد منه.

لُعنت هذه الفتنة التي يوقظها الكفر بالله؛ ثم يوقد نارها، لتحرق المؤمنين، وتصد عن سبيل الله؛ ثم لاتزال تقاتلهم حتى تردهم عن دينهم؛ فكيف لايدافعون عن أنفسهم، وهي الخبيثة مؤْذنة بخراب بنيان العبادة الربانية..

ما أحوجنا إلى الإحسان الدال على معنى الوجود، الواصل الإنسان بخالق الوجود، والحامي حقوق الإنسان، والمحيي معاني الأخوة الإنسانية والتعارف الإنساني…