إذا كانت التربية العقلية وتأهيل الجوارح كفيلين بتكوين وتدريب الإنسان على التعامل مع الواقع المادي المحيط به، فإن التربية الخلقية كما يقول كبار المربين موضوعها الإنسان نفسه؛ توقظ فيه الفطرة التي فطره الله عليها، وتجعل ضميره الإنساني حيا وصلبا في مواجهة مختلف الأهواء والإغراءات والتبريرات المصلحية غير الإنسانية...

عندما يفكر قادة العالمين العربي والغربي في حفظ ماء وجههم، فإنهم "ينعمون" على غزة بمساعدات غذائية ودوائية، وكأنهم يطيلون عمر الفلسطينيين ليجد الكيان الصهيوني شخوصا يمارس عليهم ساديته في رواية لم تتوقف أحداثها منذ أكثر من نصف قرن. الأكيد أن الغزاويين يعانون نقصا في الطعام والدواء، لكن حاجتهم الأكبر هي استرجاع أرضهم والعيش فيها بكل أمن وسلام، وهنا يكمن الدور الحقيقي لقادة العالم، ففلسطين تنتظر من يحررها لا من يطعموها، وأول مدخل لذلك هو التوقف عن دعم كيان وحشي محتل، التوقف عن دعمه بالسلاح والصمت والتطبيع.

الكوفية الفلسطينية الغالية تخرج المتصهنين من جحورهم، وتسجل أسماءهم بمداد الخزي والعار والجبن والخسة في لائحة العار، وتلقي بهم في مزبلة التاريخ... المواقف الثلاثة البئيسة التي صدرت في أسبوع واحد، بالتأكيد أنها مؤلمة لأنها صادرة عن جهات وشخصيات تربوية، من المفترض أن تكون داعمة لكل المبادرات والأشكال الطلابية المنتصرة والداعمة للحق خصوصا اذا تعلق الأمر بفلسطين،،، لكننا لن نخسر شيئا، شرذمة المتصهينين تفضح وتنكشف يوما بعد يوم، والشعب المغربي بكل فئاته مستمر في دعم قضيته المركزية.