الأستاذ حمداوي يستعرض المنطلقات التصورية والمبادئ والأهداف التي تؤطر نصرة جماعة العدل والإحسان لقضايا الأمة

Cover Image for الأستاذ حمداوي يستعرض المنطلقات التصورية والمبادئ والأهداف التي تؤطر نصرة جماعة العدل والإحسان لقضايا الأمة
نشر بتاريخ

قال الأستاذ محمد حمداوي، في مداخلته في الندوة التي نظمتها جماعة العدل والإحسان في إطار فعاليات الذكرى الأربعين لتأسيسها والتي اختارت لها عنوان: “قضايا الأمة عند جماعة العدل والإحسان فكرا وممارسة”،  إن جماعة العدل والإحسان تنطلق في مقاربتها لقضايا الأمة من عدة منطلقات  فكرية تصورية تأسيسية، في مقدمتها المنطلقات الشرعية استجابة لنداء الله سبحانه وتعالى في قوله: وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

ومن خلال هذه المنطلقات الشرعية تنظر الجماعة، بحسب عضو مجلس إرشاد الجماعة، إلى الأحداث “بعينين، عين على الوحي وما يدبره الله سبحانه في كونه، ثم عين على مجريات الواقع والعمل الحثيث على التأثير فيه”؛ ويزيد موضحا أن العين الأولى “تسلحنا باليقين والطمأنينة والأمل الدائم، وتجنبنا اليأس والوقوع في ردود الأفعال واستعجال النتائج… في حين تزودنا العين الثانية بالخبرات والتجارب البشرية وعصارة ما وصلت إليه الحكمة البشرية”.

وفي الندوة التي شارك فيها إلى جانب الأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة ورئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والدكتورة حسناء قطني أستاذة جامعية وعضو أمانة الائتلاف النسائي العالمي لنصرة القدس، وأدارتها  الأستاذة مصطافي حسنة، وحضرها عدد من الوجوه والفاعلين والنشطاء، والتي بثتها قناة الشاهد وبوابة العدل والإحسان يومه السبت 23 نونبر 2022 ابتداء من الساعة 16:30 بتوقيت المغرب، أضاف مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة أن العدل والإحسان تنظر أيضا إلى قضايا الأمة من زاوية  المنطلقات الإنسانية على اعتبار أن “الإنسان مكرم لإنسانيته وآدميته ولا يجب إهانته والاعتداء على حقوقه بأي شكل من الأشكال. (ولقد كرمنا بني آدم”.

المنطلقات السياسية حاضرة بدورها في رؤية الجماعة لقضايا الأمة، والتي عدّدها القيادي في العدل والإحسان في مقدمتها إعلاء قيمة الحرية في حياة الأفراد والأمم، وكذا الحرص على الوحدة في كل مراحلها: وحدة على المستوى الوطني، ثم وحدة على المستوى الإقليمي (المغرب الكبير)، ثم الوحدة العربية، ثم الوحدة الإسلامية، ثم الوحدة الإنسانية بين أحرار العالم على قاعدة رفض الظلم إحقاق العدل والديمقراطية والحرية والكرامة ونصرة المظلوم ودعم مقاومة الاحتلال.

وهذا الانشغال والاشتغال بقضايا الأمة، ينبه حمداوي، “لا يعني بأي حال من الأحوال تحالفا للجماعة أو ارتباطا لها تنظيميا مع أي جهة كانت،  إسلامية أو سياسية أو حكومية”. وبالمقابل أكد أن جماعة العدل والإحسان هي “جماعة وطنية تشتغل تنظيميا وتدبيريا داخل الحدود الجغرافية لبلدها المغرب، وترفض أي تبعية للخارج”.

كما لم يفت منسق المؤتمر القومي الإسلامي بالمغرب أن الجماعة في تصدّيها لقضايا الأمة “لا تجادل في المداخل العقائدية أو الإديولوجية أو السياسية التي تحكم نصرة قضايا الأمة وفي قلبها فلسطين”. بل، يزيد موضحا “نعتبرها متكاملة يعضد بعضها بعضا”. فلكل طرف مداخله التي ينبغي أن تلتقي في نظره في نقطة نصرة تلك القضايا واستدل بقضية فلسطين؛ ففلسطين يقول “عربية وفلسطين إسلامية وفلسطين عربية إسلامية وفلسطين قضية إنسانية وفلسطين قضية تحرر وطني…”.  

وبعد هذه المنطلقات الثلاثة انطلق الأستاذ حمداوي، في ذات الندوة التي تعد ثاني ندوة في سلسلة الندوات المقرر تنظيمها طيلة مدة تخليد الذكرى الأربعين، بعد ندوة أولى، وسمت بعنوان “جماعة العدل والإحسان بعيون الآخرين”، انطلق في وضع مجموعة من المبادئ المؤطرة لنصرة الجماعة لقضايا الأمة وفي مقدمتها “البعد العالمي للنصرة”، وبهذا فالجماعة، يؤكد، تناصر “كل مضطهدي الأمة والإنسانية أينما كانوا في أوطانهم، أغلبية أو أقلية، وذلك بناء على إيماننا الراسخ بوجوب نصرة المظلوم”، وفي مقدمة هؤلاء المظلومين، يضيف ذات المتحدث، الشعب الفلسطيني التي تعد قضيته، حسب رئيس لجنة العلاقات الخارجية للجماعة، “قضية مركزية ومصيرية”، لأن فلسطين في تصور الجماعة “تضم مقدسات الأمة؛ ففيها المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم”. دون أن ننسى، يضيف، أن للمغاربة حارة وأوقاف، وهي حارة المغاربة وبابها- باب المغاربة.

وثاني المبادئ المؤطرة لمقاربة الجماعة لقضايا الأمة، يضيف الأستاذ حمداوي، هو أن نصرة هذه القضايا “واجب إنساني أولا وواجب أخلاقي، ثم هو واجب شرعي”،  مستدلا بالحديث الشريف الذي يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”.

كما تدفع الجماعة بخيار “التنسيق” مع كل الأطراف الصادقة والفاعلة محليا وإقليميا وعالميا. إضافة إلى الأنشطة الحاصة بكل تنظيم أو حزب أو حركة التي رأها حمداوي أيضا  “مكملة للعمل التنسيقي”.  إضافة إلى سعي الجماعة إلى نشدان “تكامل الاهتمام بقضايا الأمة مع الاهتمام بالقضايا الوطنية”.

وانطلاقا من كل الاعتبارات السابقة ترى الجماعة حسب حمداوي أن “التطبيع مع العدو الصهيوني، هو خيانة للأمة ولقضاياها العادلة، وتفريط في مقدساتها، ومخالفة صريحة لإجماع علماء الأمة”، ناهيك، يزيد ملطا الضوء على مخاطر التطبيع، أنه – أي التطبيع- “قد يرتقي للمس بالمصالح الحيوية والسيادية لبلدنا”. إذ أن الهرولة، يواصل حمداوي بسط فكرته، التي نشاهدها على أكثر من صعيد، لها تأثير مباشر على المستوى الاستراتيجي، وفيها ضرب لمصالح بلدنا الاقتصادية وتهديد لنسيجه المجتمعي والأخلاقي.

وقد ختم الأستاذ حمداوي مداخلته في “ندوة قضايا الأمة في فكر وممارسة الجماعة” التي شارك فيها إلى جانب الأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة ورئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والدكتورة حسناء قطني أستاذة جامعية وعضو أمانة الائتلاف النسائي العالمي لنصرة القدس، وأدارتها  الأستاذة مصطافي حسنة، بتسليط الضوء على أبرز الأهداف التي تروم الجماعة تحقيقها من وراء اهتمامها بقضايا الأمة، ومن أبرزها في نظره:

–          الإسهام الجادّ في كل عمل يرفع الظلم عن المظلومين، ويحقق النصرة للمضطهدين، ويضغط على المعتدين لكف العدوان.

–           الإسهام في تعزيز الوحدة الشعورية للأمة والانتماء لقضاياها الكبرى.

–           تحقيق الأثر المعنوي الإيجابي على نفسيات ومواقف الصامدين في ميادين المواجهة المباشرة.

–        التأثير على القرار ات المضادة لمصالح الأمة بالضغط والفضح الإعلامي وإلجاء كل جهة قرار إلى إعادة حساباتها وفق نبض الأمة واهتماماتها.

–       دعم المقاومة كي تبقى ثابتة ومستمرة ومتجددة، وكي تبقى الشعوب ملتفة حولها تدعمها ماديا ومعنويا، ولكي تبقى الأمة يقظة وتنبض حيوية توقا إلى تحررها وتحرر الأرض المباركة.

–        التصدي لعوامل التمزيق والتفرقة بين شعوب الأمة الواحدة على أساس الأعراق واللغات والأجناس، ومقاومة سموم الإحباط التي تبث اليأس في الأمة وتحجب عنها الأمل في كل تحرر وتغيير.