ذ. فتحي يذكّر بأهم المحطات والمؤسسات التي ساهمت فيها الجماعة نصرة لقضايا الأمة

Cover Image for ذ. فتحي يذكّر بأهم المحطات والمؤسسات التي ساهمت فيها الجماعة نصرة لقضايا الأمة
نشر بتاريخ

قال الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إن الجماعة قد أمضت أربعين سنة من عمرها في بناء الإنسان تهييئا لإعادة بناء المجتمع وبناء الأمة، كما قضتها أيضاً في نصرة قضايا الأمة وشعوبها المستضعفة، وذلك خلال مشاركته في ندوة “قضايا الأمة عند جماعة العدل والإحسان فكرا وممارسة“، اليوم السبت 23 نونبر 2022.

الأستاذ فتحي الذي كان يتحدث رفقة كل من الأستاذ محمد حمداوي عضو مجلس إرشاد الجماعة والدكتورة حسناء قطني عضوة أمانة الائتلاف النسائي العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وضع منطلقات أساسية بسطها بشكل مركز في بداية مداخلته أهمها وحدة الأمة، فمليارا مسلم هم رصيد لكل مسلم كيفما كان انتماؤه، خاصة في عالم يبحث عن التعاون والتنسيق، وليس ذلك تحيزاً فقط لقضايا الإسلام والمسلمين بل هو منطلق لدعم كل قضايا الإنسانية جمعاء.

وأشار عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة أنه إذا كانت منطلقات البعض في التعاطي مع القضية هي منطلقات المروءة التي تسم الإنسان بالإنسانية، فنحن ننطلق كذلك من منطلقات عقائدية، وكذلك منطلق المروءة الذي نتقاسمه مع الجميع.

وذكّر المتحدث بأن المنطلق الثاني هو اعتبار الصهيونية روح الجاهلية، فهي ليست فقط تلك التي تحتل فلسطين بل هي روح تسري في قوى الاستكبار، تحتل اليوم دولا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. فنحن لا نتضامن مع شعب مستضعف أو أرض سلبت فقط، فالصراع مع هذه الثلة الفاسدة المفسدة يجسد صراعا عالميا، فالصهيونية العالمية تنشر الحروب في كل مكان.

وبعد تأكيده على مركزية القضية الفلسطينية، انتقل إلى الحديث عن الوعد الذي نصدقه تصديقا كاملاً، وهو وعد القرآن وبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه البشارة تعطينا الأمل في زحمة الأحداث وفي كثرة الانكسارات والانهزامات، تبعث فينا الأمل بأن النصر قادم وأن التحرير آت، وهو ما يجعلنا أكثر حيوية وأكثر انطلاقا.

رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أكَّد على مرتكزات أساسية تعمل عليها الجماعة وهي التشبث بالوضوح لا الغموض، والإيمان بالتخطيط لا الارتجالية، وصناعة الفعل لا ردود الفعل، والمقاربة الجماعية لا الإقصائية، والتخصص والتكامل لا التبخيس، والاستمرارية لا الموسمية.

ومن تجليات هذا الفعل المتراكم للجماعة طيلة أربعة عقود عرض المؤسسات التي خصصتها الجماعة للقضية، وذلك لإيمان الجماعة بالتخصص، وساهمت بقسط وافر في خدمة القضية. حيث أسست الجماعة هيئة متخصصة تابعة للمجلس القطري للدائرة السياسية، ثم أصبحت هيئة تابعة للأمانة العامة وهي هيئة النصرة والتضامن.

وأسست هاته الهيئة مركز القدس للدراسات الاستراتيجية، وكذلك أسست معهد المعارف المقدسية الذي تخرجت منه أجيال من الشبان والشابات، بالإضافة إلى الإعلام التابع لها وهو لجنة إعلام النصرة.

لا يعني هذا أن التضامن محصور على الهيئة وهذه المؤسسات، يؤكد المتحدث، فكل مؤسسات الجماعة في قطاعاتها الشبابي، الطلابي، النسائي، النقابي.. كلها لها مكلف بالمشروع أو فريق المشروع كل من زاويته أو تخصصه. بالإضافة إلى مختلف مناطق الجماعة لها أيضا مكلف بالمشروع أو فريق للمشروع.

المعتقل السابق لدى كيان الاحتلال ضمن سفيرة مرمرة، واصل إبراز أهم المحطات التاريخية التي حضرت فيها الجماعة بقوة نصرة لقضايا أمتها، منوها بالتجلي الثاني وهو تعاطي الجماعة بمختلف الأشكال مع جروح هذه الأمة الكثيرة، فأولها الجرح الفلسطيني الغائر الذي يتمثل في تدنيس المسجد الأقصى وتهويد القدس، وحصار غزة ومحنة الأسرى.

بالإضافة إلى الجرح العراقي الذي تضامنّا معه وصيرنا له المسيرات ضد العدوان، يقول. وذكر أيضا الجرح الأفغاني، وكذا جراح دول الربيع العربي التي عرفت الثورات المضادة والانقلابات بكل من اليمن وسوريا ومصر. ورصد كذلك التضامن مع الأقليات المسلمة في مذابح البوسنة والهرسك، وشعب الشيشان، ومسلمي الروهينجا، ومسلمي بورما ومسلمي افريقيا الوسطى.

ثم قدم فتحي أشكال ووسائل مناصرة قضايا الأمة، أولها الدعاء، لماذا؟ لأن للعدو أسلحة فتاكة وجبارة، ولكن الله سبحانه وتعالى أكبر، لينصرنا أين شاء ومتى شاء.

ثم ذكر من أشكال النصرة المسيرات والوقفات المحلية وجمعات الغضب والترافع الحقوقي والقانوني، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية والمسابقات والإنتاجات الفنية، والمساهمة في إعمار غزة، والمشاركة في أسطول وقوافل كسر الحصار على غزة، ومقاطعة الكيان الصهيوني، والإفطارات المقدسية، والمهرجانات الخطابية والفنية، والملتقيات، وكذا حفلات توقيع كتب، والندوات والمحاضرات، ودورات المعارف المقدسية…

نحن نؤمن بالعمل الوحدوي التشاركي، ونرفض الإقصاء والتهميش، ونعتقد أنه يمكن لكل طرف أن يناصر قضايا المستضعفين، يقول الناشط البارز في قضايا الأمة. ثم يضيف: فشتان بين أن تناصرها وأنت لون واسم، مقارنة بأن تناصرها وأنتم أسماء وألوان. حيث يتم توفير الجهود وحشد الهمم وكل عناصر القوة مجتمعة.

لذلك يؤكد الأستاذ فتحي أن من أولى اهتمامات الجماعة حرصها على أن يكون عملها عمل مشترك، “فعندما نعرض التظاهرات نحن لا نرى فيها لونا واحداً، وإن كنا تحدثنا عن العدل والإحسان، لأنها مناسبة التأسيس، العدل والإحسان موجودة لكن بجانب رفقاء وشرفاء يشاركونها في هذه المعركة“.

وذكر بعدد من الإطارات الجامعة على المستوى الوطني كالجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ثم كانت لجنة دعم العراق، وبعد ذلك تأسست مجموعة العمل لدعم العراق وفلسطين ومثل الجماعة بكل منهما الأستاذ فتح الله أرسلان.

ثم جاء تأسيس الائتلاف المغربي للتضامن الذي ضم إطارات سياسية منها العدل والإحسان والاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والحركة من أجل الأمة. وبعده أسس الائتلاف المغربي لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور.

وأخيراً يأتي المولود الجديد، الذي كانت ولادتها جوابا على الجريمة النكراء للتطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني، وهي الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، فهذه الجبهة كان هدفها هو أن تجمع كل المكونات، وأن تبقى القضية الفلسطينية جامعة للجميع.

وذكّر بأن هذه الإطارات الجامعة توجت أيضا بأعمال جامعة منها المسيرات المليونية، والأيام الوطنية، وهي أشكال قام بها المغاربة وتحسب لهم.

ثم انتقل المتحدث إلى ذكر الإطارات الإقليمية والدولية الجامعة، منها مؤسسة القدس الدولية التي كان من أعضاء مجلس أمانتها الأساتذة: فتح الله أرسلان وعبد الواحد متوكل وعمر أمكاسو. وذكر أيضا المؤتمر القومي الإسلامي الذي يمثل الجماعة به الأستاذ محمد الحمداوي وهو منسق الساحة المغربية وعضو مجلس أمانتها، وكذلك المؤتمر العربي العام للأحزاب العربية الذي يمثل الجماعة به الأستاذ فتح الله أرسلان. بالإضافة إلى الهيئة الدولية العربية لإعمار غزة وفلسطين الذي يعرف عضوية المهندس لطفي حساني.

أخيراً ذكر المتحدث الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، الذي ساهمت الجماعة في تأسيسها ونشأته، ونتجت عنه عدد من الهيئات والمؤسسات لجمع الطاقات الأمة الإسلامية، ويمثل الجماعة به الأستاذ عبد الصمد فتحي، الذي يترأس ائتلافه المغاربي لنصرة القدس وفلسطين.

نتج عن كل هذه الهيئات والتجمعات عدد من المحطات منها أميال من الابتسامات، والملتقيات والمؤتمرات الدولية، وقوافل وأساطيل تكسير الحصار على غزة…

أربعة عقود من العمل الدؤوب ساهمت فيها الجماعة، يقول المتحدث، بجانب أحرار هذا البلد من أجل نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. خاتما مداخلته بالقول: نحن اليوم نقف في مكان خطير إزاء هذا التطبيع، الذي نعتبره تسونامي، أو يراه البعض وصاية جديدة بعد الحماية الفرنسية. وهذا يقتضي منا استمرار توحيد الجهود والعمل المشترك.