يتحدّث عن صفات عضو العدل والإحسان.. حوار ماتع مع ذ. ركراكي ترقبوه غدا الأربعاء

Cover Image for يتحدّث عن صفات عضو العدل والإحسان.. حوار ماتع مع ذ. ركراكي ترقبوه غدا الأربعاء
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ منير ركراكي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، أن ما تفترضه الجماعة وترجّحه في شأن العضو المنتمي إليها ضمن مكوّنات المجتمع المغربي والعربي والإسلامي والإنساني مما يُزايِل غيرها من المكونات ويميّزها عنه، منطو تحت شعارها؛ “العدل: أي الإسهام مع مكونات المجتمع الأخرى في إرادته عدلا في الحكم والقضاء والقسمة.. والإحسان: عبادةً بإيقان ومعاملةً ببِرّ وعملا بإتقان”.

وفي حوار شامل ماتع أجرته معه بوابة العدل والإحسان ضمن سلسلة قضايا وتصورات.. حوارات في ‘العدل والإحسان’، بمناسبة فعاليات إحياء الذكرى الأربعين لتأسيس الجماعة حول سمات وصفات عضو العدل والإحسان، أوضح معتمدا على الحديث النبوي: «كرم المرء دينه، ومُروءته عقله، وحَسَبُه خُلقه»، أن الحسب في بنك معاملة المرء له وجهان: وجه موروث وآخر مكتسب حاصل بفعل كرم الشخص دينا وعقله مروءة، وهما “جامعتان لما يوحي به التديّن من عبادة وصدق وشوق ورفق وتقوى وحياء ورزق مِن الله من حيث لا يحتسب العبد مِن الأرزاق المادية والمعنوية، وأيضا ما تُحيل عليه المروءة عقلاً مِن حُسن تفكير وتقدير وتعبير وتدبير في الإصلاح والتغيير لما بالنّفس أوّلا، وما بالقوم مِن مَعاول الاستبداد والفساد”.

وفي ارتباط السمات الظاهرة والباطنة، بيّن الداعية الربّاني أن العلاقة بينهما “علاقة جدلية؛ علاقة تبادلِ تأثُّر وتأثير، وتكامُل.. فباطن العضو ما يتشرَّبُه قلبُه مِن نِيات وطويات.. وما تَمَثّلَه عقله مِن أفكار ونظريات”.

أما علاقة أعضاء الجماعة فيما بينهم وبين الناس أجمعين فقد ذكر المتحدث أن الجماعة تحث فيها على “الإحسان قولا للحسنى، ودَفعا بالتي هي أحسن، وعفوا عمّن ظلم، وصِلة لمن قطع، وإعطاء لمن حرم”. وأورد أقوالا جميلة للإمام المرشد عبد السلام ياسين في هذا الشأن؛ ففي شأن معاملة الناس قال رحمه الله: “ما سِواك مِن الله إحسان إليك، وأنت وحدك مَن أُمِرْتَ بالإحسان، فأحسِن كما أحسن الله إليك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!”، وفي معاملة المرأة عموما والزّوج خصوصا قال: “الإحسان إليهنّ عدل، والعدل ظلم، والظّلم حجاب”، وفي معاملة المؤمنين بعضهم بعضا قال: “أن تكون ذليلا على المؤمنين لا مجرّد متواضع معهم؛ خَفْضَ جناح مِن مودّة ورحمة لا اضطرارا أو كرها، ولا مجاملة أو بداعي المصلحة دفعاً لمضارّ أو جلباً لمنافع ومصالح”.  

ولبلوغ هذه المراتب السنية بسط الأستاذ ركراكي بعض الوسائل المعينة، أولها الدعاء “مخ العبادة”، محيلا على اجتهاد الإمام رحمه الله في سن دعاء الرابطة “وهو حلقة في سلسلة نورانية ذهبية موصولة برسول الله”، وفي وضع برنامج “يوم المؤمن وليلته ليلا ونهارا، إرادة وسعيا.. صلاة ورواتب ونوافل، وصياما وقياما وتلاوة وذكرا، ودعاء ودعوة، وتعلّما وتعليما، ومجالس ولقاءات ورباطات..”، وكلها مندرج في حديث شعب الإيمان البضع والسبعين التي انتظمها الإمام في الخصال العشر.

ولئن كانت جدوى الدعوة الناطقة ظاهرة معروفة فإن “الدعوة الصامتة أثبت أصلا، وأسمى فرعا، وأدوم أكلا من الدعوة الناطقة، وفي كلّ منهما خيرٌ لا يُنْكَر”، يقول الأستاذ ركراكي.

ودل عضو مجلس إرشاد الجماعة على أوصاف كان يستند إليها الإمام في اختيار الرجال الذين يسند إليهم الأعمال، جمعها في ثلاثة: “الإرادة.. والضبط والإنجاز، وحسن الخُلُق”. وأوصاف حذر منها ربطها بالفتور المحذور القائم على خمسة أمور: “السهو عن الصلاة في وقتها وفي المسجد جماعة بالنسبة للرجال، وهجران القرآن، والبعد عن الإخوان/الأخوات، والغفلة عن الذكر، والتثاقل عن الدعاء”.. وهذه تؤدي إلى عظائم الأمور، وهي أيضا خمس “على رأسها الشعوذة والسحر وغيرها من الشركيات البواتر، والجرائم الأخلاقية كالزنا وغيرها من الكبائر، وإذاية المؤمنين بالباطن والظاهر، وسخط الوالدين وقطع الرحم وإذاية المؤمنين والمؤمنات قولا وفعلا أو معاملة وخلقا، وخيانة الأمانة مادية كانت أو معنوية ككشف الأسرار”.

وكشف الأديب الشاعر اللثام عن مفهوم المجموع الذي يعتبر من المفاهيم التجديدية للإمام رحمه الله تعالى، ويقصد بها مجموع “المؤمن من الخصال العشر؛ صحبة وجماعة، ذكرا، وصدقا، بذلا وعلما وعملا، سمتا حسنا، وتؤدة، واقتصادا، وجهادا” والتي تؤهل الفرد تربويا وتعليميا وتكوينيا ليقوم بواجبه تجاه نفسه وتجاه أمته، و“ذو المجموع متوازن في سيره لكنه يحتاج إلى تخصّص يجعله قوّة اقتراحية واقتحامية راشدة، سابقة قائدة، قدوة رائدة”، و“الجامع بين المجموع والتخصص هو النافذ النافع”

نضع بين أيديكم الحوار كاملا غدا إن شاء الله تعالى.

يذكر أنه ضمن ذات السلسلة، قضايا وتصورات.. حوارات في ‘العدل والإحسان’، سبق أن نشرت بوابة الجماعة حوارين:

د. بويبري: هذه مرجعيات مشروع جماعة العدل والإحسان وهذه غاياته

في حوار معمّق.. ذ. حمداوي يقارب “قضايا الأمة” في تصور “العدل والإحسان”