راقبت أمي هاجر ابنها وقد صار فتى قويا..
فرحت للمهمة الجليلة التي أنيطت به، ألا وهي بناء قواعد البيت صحبة والده..
نظرت إليه بعين الرضا وهو يحمل الحجارة ووالده يرصها رصا..
شاهدته بفخر وهو يقوم ببناء أول بيت وضع للناس.. بيت سيقصده الآلاف من الموحدين والمؤمنين قصد العبادة والتبتل وطلب ما عند الله..
بيت سيكون مهوى الأفئدة قبل الأجساد.. قبلة للطائفين والمسبحين والذاكرين..
وقبلة بعد المسجد الأقصى.. لنبي يأتي من بعده اسمه أحمد..
ترى أمي هاجر رحلتها الممتدة من فلسطين إلى بكة.. فتتجلى أمامها محطتين إيمانيتين لهما ثقل وقدر في قلوب المؤمنين..
ورأت أيضا ثمرة دعائها وصبرها وامتثالها لأمر الله ونبيه الكريم..
البناء.. لا بد له من أساس متين يشده.. والزوج الصالح/ة هو ركن منيع في بناء البيت..
أمنا هاجر ساهمت في البناءين بشكل كبير ووفير.. بنت دوحتها الوفيرة في صحراء قاحلة.. وأعدت ولدها لبناء البيت العتيق..
فطوبى لك أمي..
تعلمت من أمنا هاجر أن الدعاء هو مخ العبادة وأساسها.. والإلحاح والسعي شرطان من شروط الاستجابة.. وأن ما يدخره الله لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة خير وأبقى..