….
أستطيع أن أقول إن أهم ما عشناه في هذه الفترة تأسيس الجماعة سنة 1401هـ [1981م] هو الأمل المتواصل في أن يكون لكلمتنا وقع، ولندائنا استجابة. كان اتصالنا بالناس عسيرا جدا، فكان الناس يهربون منا، وكنا نتودد إليهم ونتقرب فيزداد هروبهم وخوفهم. أذكر أنه في رمضان الذي تلا خروجي من المعتقل دخلت المسجد لألقي دروسا، كان حولي الملاخ والأخ إبراهيم مزين وأذكر الأخ عبد الكريم الهلالي ونفر قليل، سبعة أو ثمانية من الإخوة هكذا، فبعد الجلسة الثالثة استدعاني القائد وبلغني أن العامل يأمر بإيقافي فاحتججت عليه، ولكنني ما قدرت إلا أن أرجع إلى المسجد في الصباح التالي كي أخبر الناس، وكانوا بدأوا يجتمعون علي، أخبرتهم أنني أُمرت بالتوقف وتلوت عليهم قول الله تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها. أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين. لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم. فانفعل الناس قليلا لأن صحبتنا لم تتعد يومين كان الوداع في ثالثهما، فانفعل بعض الناس وقالوا نذهب عند القائد وعند العامل، لنحتج على هذا التوقيف فهي دروس بدأنا نستفيد منها. على كل حال كان اتصالنا بالناس صعبا.
أهم ما عشناه في هذه الفترة هو اتصالنا بالأخوين سيدي محمد العبادي وسيدي محمد بشيري. وسبحان الله أنتم اليوم تعيشون زمانا فيه جاذبية الدعوة تضاعفت أضعافا كثيرة، ففي كل يوم ينضاف إلى الجماعة أفراد يحصي الله عددهم سبحانه وتعالى. في ذلك الوقت كان انضمام واحد إلينا يتطلب جهود شهور بل سنوات.
مقتطف من “حوار شامل مع الأستاذ المرشد” عبد السلام ياسين رحمه الله، طالع نصه الكامل على موقع سراج.