مهتم بالتعليم العالي: الإصلاح الجامعي الجديد يشجع على عدم احترام “التعاقد البيداغوجي”

Cover Image for مهتم بالتعليم العالي: الإصلاح الجامعي الجديد يشجع على عدم احترام “التعاقد البيداغوجي”
نشر بتاريخ

لفت الدكتور عبد العالي زين العابدين؛ أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، إلى أن الإصلاح الجامعي في نسخته الحالية في عمومه “يشجع على عدم احترام ما يسمى بالتعاقد البيداغوجي”، مبديا تخوفه بشكل كبير من عدم إنجاز المقررات البيداغوجية على أحسن وجه.

زين العابدين في حوار أجرته معه قناة الشاهد الإلكترونية حول الإصلاح الجامعي، أشار إلى أن هذا الإصلاح جاء في سياقات متعددة؛ منها ما هو مرتبط بالمغرب في إطار الرؤية الاستراتيجية والنموذج التنموي الجديد وإعلان القوة الاقتصادية… ومنها ما هو مرتبط بالتحول التكنولوجي والرقمي… وكل هذا، وفق المتحدث، يعلق آمالا كبيرة على هذا الإصلاح ليكون ثوريا، ويفتح أعيننا على ما نحلم به.

وتابع: “لكنه للأسف خلافا للإصلاحات السابقة التي كانت تبني على ما وجدته، فهو هدم ما وجده ليبني نظاما آخر باختلالاته التي لم يسلم منها التجانس بين الوحدات، ولم يسع إلى تجاوز عدد من الأخطاء التي أنجزت من أجلها دراسات تحليلية رصينة وهي متوفرة”.

وفي الحديث عن مآل هذا الإصلاح قال إنه ينبغي الحديث عن الآمال والتطلعات أولا حتى يكون لدينا مقياس الهوة واضحا مع الواقع.

وذكر زين العابدين عن “شبكة الرياضيات” جملتها التي وصفها بـ”البليغة” عن الإصلاح السابق، حين قالت عنه بأنه “أفرغ العلوم الفيزيائية من طبيعتها التجريبية”، والآن؛ يقول المتحدث: “هذا الإصلاح سيفرغ العلوم الرياضية من طبيعتها البرهانية”.

وفي جوابه عن سؤال حول الركائز التي ينبغي أن يرتكز عليها أي إصلاح يحقق أهدافه في التعليم العالي، قال إن الجواب غير مرتبط بالإصلاح، بقدر ما هو مرتبط بحقل التعليم كله وبرؤيتنا له، وهو ما يتطلب إصلاحا سياسيا حقيقيا، يكون قوامه محاربة المصالح الخفية والقضاء على الريع…

وإذا ما حصرنا أنفسنا في التعليم فقط، يقول زين العابدين، فإن الإصلاح رغم ذلك ممكن بالانفتاح على الفاعلين وعدم الاستخفاف بهم، واحترام مكانة الأستاذ، ومن ذلك عدم اللجوء إلى الحلول السهلة بمحاكاة قطاعات سلطوية في التدبير والتنظيم، وهذا مما لا يأتي بخير.

وتابع: “أيضا ينبغي التشجيع والانفتاح على المجتمع المدني”، ومثل ذلك في فرنسا التي تزخر بأعداد كبيرة من الجمعيات المهتمة بالتعليم، ولا يليق بنا هنا وضع العراقيل أمام الجمعيات.

واعتبر أن “مأسسة شبكة تعنى بالشعب” هو ركيزة لا تقل أهمية في النهوض بالتعليم العالي، موضحا أنها –الشعب- مكسب كبير لأنها نتاج تلاقح ما هو عالمي وما هو وطني، والصنائع في المغرب عبر التاريخ كانت منظمة ولكل صنعة أمين، وهكذا الشعب أيضا لأنها هيئة تسمح بالتفاعل ما بين إكراهات القوانين والواجب الوظيفي وحرية الأستاذ الجامعي.

ومن أجل منظومة ناجحة للتعليم العالي، يرى عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أن هناك حاجة ملحة إلى الاستماع إلى الجميع ومحاربة الاستبداد في الجامعة، موضحا أن دراسة الاحتياجات مسألة أساس من شأنها وضع حد لعدد من الاختلالات بما فيها مغادرة أفواج من الطلبة للجامعة.