ملف المعتقل السياسي باعسو: تأجيل جلسة التحقيق التفصيلي واحتجاجات قوية أمام المحكمة

Cover Image for ملف المعتقل السياسي باعسو: تأجيل جلسة التحقيق التفصيلي واحتجاجات قوية أمام المحكمة
نشر بتاريخ

قررت محكمة الاستئناف بمدينة مكناس، اليوم الخميس 10 نونبر 2022، تأجيل ملف المعتقل السياسي الدكتور محمد أعراب باعسو إلى يوم الخميس المقبل 17 نونبر، من أجل إتمام التحقيق.

وقد عرف محيط المحكمة، صباح اليوم، وقفة تضامنية مع المعتقل السياسي باعسو، موازاة مع جلسة التحقيق التفصيلي الأولى.

الوقفة التي حضرتها عائلة المعتقل وبعض أصدقائه وأعضاء وقيادات من جماعة العدل والإحسان، يتقدمهم الدكتور عبد العلي مسئول عضو مجلس الإرشاد والأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة لدائرتها السياسية والأستاذ عبد الله بلة عضو مجلس الشورى، رفعت لافتات كتبت عليها عبارات رافضة للمحاكمات السياسية التي يُلبسها صانعو القرار لبوسا غير لبوسها تدليسا وتمويها، من قبيل “كفى من الاعتقالات السياسية” و”الانتماء حق مشروع”.. وأخرى مطالبة بإطلاق سراح المعتقل ظلما، مثل “أطلقوا سراح أبي”..

وردد المحتجون أثناء الوقفة شعارات تؤكد إصرار العائلة والأصدقاء والجماعة على الاستمرار في مساندة المعتقل على خلفية انتمائه للجماعة، والذي لم يسلم منذ زمن بعيد من المضايقات المخزنية، إذ قرر المخزن بعد فشله في الوصول إلى مبتغاه أن يغيب الفاعل السياسي في غياهب السجون بتهمة ممجوجة مكشوفة هي “الاتجار بالبشر”، عقابا له وللجماعة التي ينتمي إليها. فكان من الشعارات المرفوعة “ما مفاكينش ما مفاكينش حتى تكون البراءة. وباعسو ماشي وحدو حنا معه كاملين”..

وألقى الأستاذ عبد الصمد فتحي خلال الوقفة كلمة أكد فيها الخلفية السياسية لهذا الاعتقال، فما هي إلا حلقة في مسلسل طويل للاضطهاد والقمع الذي يعاني منه المنتسبون لجماعة العدل والإحسان، وما الدكتور باعسو بأوّل من ابتلي ولا آخرهم، يقول فتحي ويشدد، في رسالة إلى من يهمهم الأمر، أن هذه الأفعال وغيرها لم ولن تجعل الجماعة تركع.

وبخصوص إلصاق مثل هذه التهم الأخلاقية التي يرمي مهندسوها إلى كسر الناس وإظهارهم بمظهر الفاسدين، أكد عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية أن رأس المعتقل باعسو “مرفوع في الجماعة التي ينتمي إليها، مرفوع لأنه ارتضى الله ربا وارتضى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا وقدوة”.

ونبه إلى ما اعتبره من “المفارقات العجيبة التي يصنعها الله سبحانه وتعالى.. الذي يدافع عن المومنين وعن المظلومين وعمن استند إليه سبحانه، أن تشهد ساحة المحكمة وجود تناقضات كبرى تجسد الحقيقة؛ ففي جهة منها، تتم محاكمة الشرفاء الذين يريدون الخير للوطن، وفي جانب آخر يرفع لواء العار والذل الخرقة/الراية الصهيونية، ويتم احتضان رمز الفساد والإفساد؛ اليهودي الصهيوني الغاصب..”.

للعلم؛ فإن الدكتور محمد باعسو يعد أحد أبرز قيادات الجماعة بمدينة مكناس، اعتقلته السلطات ليل الإثنين 31 أكتوبر 2022، بتهم مفبركة؛ “الخيانة الزوجية” و”ممارسة الفساد”، ومارست ضغوطات على زوجته من أجل توقيع التنازل، الأمر الذي رفضته بشدة لأنه يعني ضمنيا إثبات التهمة على زوجها، في حين تعرف هي وكل من له صلة بالمعتقل أنه بعيد كل البعد عن مثل هذه الأفعال، مما دفع أصحاب السلطة إلى إلصاق تهمة أخطر هي “الاتجار بالبشر” بالمعتقل، وعرضه على الوكيل العام للملك يوم الخميس 3 نونبر، والذي قرر عقد الجلسة الأولى للتحقيق التفصيلي اليوم الخميس 10 نونبر.