حضر الإبداع النضالي كعادة المسيرات السابقة، ليضفي لمسته الإضافية والجمالية على مثل هذه المحطات النضالية الكبرى، من خلال أشكال متنوعة، تقرب الصورة بوجه فني متألق، يخطف أنظار المشاركين ويلفت انتباه الصغير والكبير.
فمنذ انطلاق المسيرة انطلقت معها لوحة فنية مجسدة على الواقع، أبدع فيها بعض الشباب والأطفال من خلال مسرحية قصيرة لا تتعدى دقائق قليلة، لكنها استحضرت القضية الفلسطينية بتاريخها الطويل، والمتجلي في الغطرسة الصهيونية أمام أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، خاصة أطفاله، مشهد حضر فيه النظام الرسمي العربي بخنوعه وضعفه في دعم القضية، وتطبيعه مع بني صهيون، في المقابل كانت المقاومة الباسلة حاضرة لمواجهة هذا الكيان الغاصب؛ وقد لقي هذا العرض الذي رافق المسيرة، استحسانا من طرف المشاركين.
مشهد آخر ترك انطباعا طيبا لدى المتظاهرين، عبر عنه شابين، أبدعا مجسما عبارة عن أصفاد وسلاسل كبلت أيديهما، ورفعا لافتة كتب عليها “كيف نحرر فلسطين ونحن مقيدون” في رسالة عميقة، تؤكد ما يعيشه الإنسان المغربي خاصة والعربي عامة من قمع مشترك، يجعل حيلته ضعيفة لمناصرة قضية الأمة، ولا يقويها إلا هذا الارتباط الراسخ، الذي تجسده مثل هذه المظاهرات.
واستمر التنويع الإبداعي في الحدث النضالي الكبير، وهذه المرة عبر مبادرة قامت بها شابة، بحيث رسمت الرمز الصهيوني المتجلي في نجمة داوود، على بلاط الشارع، ثم وضعت فوقها علامة وتركت للراجلين الدوس فوقها، وكررت العملية على طول مسار المسيرة.
وتنوعت أشكال إبداعية أخرى بين المشاركين، منها الفردية والثنائية، من خلال اللافتات، والرايات المرفوعة في سماء المسيرة، وهذا يكون بمثابة ملح هذه المظاهرات الكبرى، التي ترفع المعنويات، وتعطي نفسا وروحا إجابية في مثل هذه المحطات الهامة.