أقدم تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية بمدينة الدار البيضاء على الاحتجاج ومقاطعة الامتحانات، بعدما تم تسريب أوراق امتحانات الباكالوريا لمادة الرياضيات بشعبة العلوم الفيزيائية والتجريبية ليلة الأربعاء وتم تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي كان يفترض أن يختبر فيها التلاميذ صباح اليوم الأربعاء 10 يونيو 2015.
وانطلقت الاحتجاجات صباح الأربعاء من ثانوية أبي القاسم الزياني بليساسفة بالدار البيضاء، إذ اشتعلت الاحتجاجات حين رفض تلاميذ الباكالوريا اجتياز مادة الرياضيات بعدما تأكدوا من مطابقة أسئلتها لتلك التي تسربت وتداولها العديد عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، ما جعلهم دفعهم لمغادرة قاعات الامتحانات وتنظيم وقفة احتجاجية أمام الثانوية. ثم انتقلت الاحتجاجات إلى مؤسسات مجاورة خاصة مؤسسة الطبرقي، التي خرج تلاميذها أيضا للاحتجاج على التسريبات.
ويبدو أن دائرة الاحتجاجات آخذة في الاتساع؛ إذ بدورهم تلاميذ الثانويات بالفقيه بن صالح تفاجؤوا حين رأوا أن مادة الرياضيات التي رأوها منشورة على صفحات الفيسبوك هي نفسها التي قدمت لهم، مما أثار فوضى وجلبة واحتجاجات تلمذية اشتعلت بمجرد علمهم بأن أقرانهم في مدن أخرى يحتجون ويطالبون بإعادة الامتحان. كما تناقلت مواقع محلية في كل من فاس وأزيلال والقصر الكبير وطنجة وجنوب المغرب… احتجاج تلاميذ عدد من الثانويات ورفضهم اجتياز الامتحانات.
وتناقلت مواقع إلكترونية عن أساتذة وتلاميذ تأكيدهم أن أوراق امتحانات الباكالوريا لمادة الرياضيات بشعبة العلوم الفيزيائية والتجريبية، ولم يفلح أساتذة ومراقبين تربويين ورجال الأمن الذين قدموا إلى الثانويتين في إقناع المرشحين للعودة إلى قاعات الامتحان.
وبالإضافة إلى التلاميذ، بدأت العائلات تتوافد إلى محيط المؤسسات التعليمية، حيث انضمت هي الأخرى إلى الوقفات الاحتجاجية، منددة بالتسريبات لما فيها من ضرب لمبدإ تكافؤ الفرص.
وقد نظم مجموعة من تلاميذ وتلميذات البكالوريا، رفقة أسرهم، مسيرة احتجاجية عبرت شارع محمد الزرقطوني في الدار البيضاء، في اتجاه مقر نيابة التعليم في المدينة. مرددين شعارات تندد بالتسريبات من قبيل هذا عيب هذا عار البكالوريا في خطر).
كما تتداول صفحات فيسبوكية خاصة بموضوع امتحانات الباكالوريا احتمال تسريب امتحان الفلسفة الذي يجريه التلاميذ مساء الأربعاء.
مقابل ذلك حاولت وزارة التربية الوطنية، عبر بلاغ رسمي لها، تهدئة الوضع، حين توعدت بـاتخاذ الإجراءات اللازمة في حال ما تأكد موضوع التسريبات)، داعية إلى استكمال اجتياز الامتحانات.
وتأتي هذه الفضيحة الجديدة في سياق اتسم من جهة بتشدد الوزارة ومؤسساتها الإدارية والتربوية في مسألة الغش في الامتحانات وتوعدت التلاميذ وأحاطت دخولهم القاعات بإجراءات مشددة مما جعل التلاميذ لا يتقبلون هذا الخرق السافر لمبدإ تكافؤ الفرص وينتفضون ضد جهة جاء الغش من جهتها)، كما تأتي الفضيحة من جهة ثانية في سياق تتعاظم فيه أزمة التعليم في المغرب على أكثر من صعيد وباعتراف جميع المتدخلين.