قيادات من العدل والإحسان تتفاعل مع فاجعة سيدي بو العلام

Cover Image for قيادات من العدل والإحسان تتفاعل مع فاجعة سيدي بو العلام
نشر بتاريخ

قال عمر أمكاسو إنه “يبدو أن النظام الحاكم في البلاد والذي ينفق بلا حدود ولا حياء على التبشير بمبادرته الفاشلة للتنمية البشرية التي تكرس سياسة التفقير و”الحكرة”، وترسخ سياسة الاغتناء الفاحش للمقاولات المعروفة والماصة لثروات الشعب ودمائه إلى حد الافتراس، هذا النظام تلقى من جديد ضربة قدَرية بنواحي مدينة الصويرة بحادث استشهاد 15 مواطنة مغربية وجرح العشرات وهن يتزاحمن على طلب حفنة دقيق مع صغارهن”
وأضاف عضور مجلس إرشاد الجماعة، في تدوينة له تعليقا على فاجعة مقتل خمس عشرة امرأة اليوم بجماعة سيدي العلام بنواحي مدينة الصويرة صباح أمس الأحد 19 نونبر، أن “من يتأمل منظر هذا الحدث المفجع والمهين للكرامة الآدمية ولعزة المرأة المغربية، التي يكذب النظام صباح مساء في ادعاء إنصافها وتحريرها، إن المتأمل لهذا المنظر المهين ليشعر بالأسى العميق و”الحكرة” البالغة، خاصة حين يقابِلُ ذلك بالمهرجانات الماراطونية التي تنظم تحت الرعاية السامية وباسمها، كما يزداد هذا الشعور لمَّا نرى كيف يتعامل المخزن مع هذه الفواجع بنفس المواقف الموغلة في “الحكرة” والضحك على ذقون الشعب، إنها نفس السامفونية المشروخة: تشكيل لجن تقصي لا تُعلن نتائجها إلا لماما، وتقف عند قشور المشكلة ولا تفضح جذورها الممتدة إلى بنية المخزن الاستبدادية وسياسته التفقيرية للشعب والناهبة لثروته والمصرة على تمريغ كرامته في وحل “الحكرة” الممنهجة، مع التكفل بمراسيم الدفن وحفلات التأبين… “.
وأشار أمكاسو في ختام تدوينته إلى أن “هذا الحدث المفجع الفاضح يجب اعتباره صرخة شعبية مدوية أخرى ليتصدى الجميع من مختلف مكونات هذا الشعب المُحَقَّر المُجَوَّع لواجبه الوطني في إنصاف المظلومين وفضح الظالمين.. تذكروا قول الله تعالى … مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا….”

وعلّقت أمان جرعود على الفاجعة ذاتها قائلة: “غير بعيد عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، حادثة مفجعة مؤلمة مخجلة تزهق أرواح عدد من النساء المغربيات كل جريمتهن أنهن خرجن بحثا عن لقمة عيش و رغيف خبز”، مضيفة في تدوينة لها على الفيسبوك: “لا تقولوا هن ضحايا الازدحام بل هن ضحايا الفساد، ضحايا قسمة ضيزى تجعل البعض يموت من التخمة والبعض يموت ضنكا وجوعا”. وبلهجة مرة أضافت الكاتبة العامة للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان وعضو الأمانة العامة لدائرتها السياسية: “شهيدات الصويرة قُتلن ألف مرة قبل اليوم قُتلن لما حرمن من تعليم جيد، قتلن لما سُرق عرقهن في أعمال سخرة تقسم الظهر، قتلن لم فتحت أفواه فلذات أكبادهن ولم يجدن ما يسكت جوعهم، قتلن لما تركن لنوائب الدهر تفعل بهن فعلها ولا من معين، قتلن يوم اضطررن للوقوف متسولات ينتظرن كرم الغريب… اليوم نحن لا ننعى شهيدات الصويرة… اليوم حق لنا أن ننعى وطنا لا يخجل من وقوف نسائه ورجاله يستجدون لقمة عيش. ننعى وطنا يفخر بقمر صناعي ويدفن أقمارا بشرية تحت الثرى…”.

وتفاعل أعضاء من الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة مع الفاجعة، فاختار حسن بناجح عنوان “الاختباء وراء القضاء والقدر لتبرير التفقير والقتل الممنهج” لوصف رد فعل المخزن على الفاجعة التي أكد فيها أنه “كلما وقعت فاجعة سارع المسؤولون إلى وصفها بالقضاء والقدر الذي لا راد له، كما ورد اليوم في بلاغ الداخلية. وهو حق يراد به التملص من المسؤولية والدعوة للاستسلام للرواية الرسمية والحمد والشكر على أهبة مسؤولينا للتكفل بالدفن وإلا بقي قتلانا جيفا في الفلاة!!! ووفق هذا المنطق فإن فقرهم ما هو إلا قضاء وقدر لا راد له”. وقال: “نعم، لكل أجل كتاب موقوت، من مات على فراشه ومن قتل على حد سواء، لكن بينهما فرق أن الأول ميت والثاني مقتول أفضى إلى أجله لكن قاتله ينبغي أن يفضي إلى حسابه”، وخلص بناجح في خاتمة تدوينته على الفيسبوك أن “القاتل في فاجعة الصويرة نظام فقَّر الشعب وهمشه واستحوذ على ثرواته ومد أياديه إلى جيوبه وألجأه إلى مد أياديه إلى العطايا المهينة السافكة لماء وجهه ودماء حرائره”.

أما المصطفى الريق فعلق على الفاجعة قائلا: “عاصفة “فشل النموذج التنموي” التي يقودها “التحالف المغربي للفساد والاستبداد” تضرب بقوة في عمق المغرب المستضعف منطقة بنواحي الصويرة، مخلفة خمسة عشر شهيدة على الأقل والعديد من الجرحى والمعطوبين، والسبب واضح هو أن هذه الفئة تتزاحم على طلب العون والمساعدة كلما سنحت لها الفرصة بذلك ولا تستر فقرها الذي هو “قضاء وقدر”، وهي بذلك تشكل خطرا استراتيجيا على المشروع المخزني الديمقراطي الحداثي التقدمي الذي يبشر بمغرب يرفل في النعمة ولا أثر فيه للفاقة إلا في عقول المتطرفين الذين يريدون إيقاظ الفتنة وهي تغط في نوم عميق”. وأضاف أنه “إذا لم تستح فقل وافعل واكتب وانشر ما شئت… فالعبرة بما يرى الناس لا بما يسمعون، عاش الشعب ولا عاش من خانه”.

واعتبر محمد منار الفاجعة أمرا مُخْزٍيا “أن يموت 15 شخصا، ناهيك عن الجرحى والمعطوبين، من أجل صدقة، قيمتها دراهم معدودة (159 درهما)، كما تداولت ذلك بعض وسائل الإعلام… ما فائدة الكلمات الكبيرة مثل كلمة “زلزال” و”تنمية” و”جهوية موسعة” و”محاسبة”… إذا كان الحال هو الحال، بل إذا كان واقع المستضعفين في هذا البلد يزداد سوءا يوما بعد آخر؟”.

وفي السياق ذاته استهل منير الجوري تدوينة له على حسابه على الفيسبوك بقوله: “ادفنوهن إنهن يطلبن الرغيف…”، معلقا على الفاجعة: “هكذا انحدرت قيمة المواطن إلى درجة يجد نفسه صريعا في تدافع من أجل طلب الرغيف، هي ليست فقط علامة على فشل نموذج تنموي ظل لسنوات طويلة كذبة تسكن ألم المقهورين، ولا مجرد مؤشر على حجم التفقير والتهميش الذي تعيشه فئات عريضة من هذا الشعب في مغرب منسي إلا من مهرجان كناوة العالمي، لكنها أساسا دليل على الحضيض الذي وصله كبرياء الإنسان وكرامته، فاقة الإنسان وعوزه، مطلب الإنسان وبساطة حاجته. هي مرآة تعكس حجم الفساد وويلات الفساد وجرائم الفساد”. وأضاف: “لقد أسقط هذا الحدث قولة الأجداد “حتى واحد ما كيموت بالجوع”، لا أيها الأجداد، في وطني ماتت 15 امرأة خوفا من الجوع، تزاحمت 15 مواطنة بحثا عن رغيف، فلم تجدن إلا الدفن… ادفنوهن اليوم أو غدا كما دفنتم كرامتهن وحقوقهن وثروتهن بالأمس، فقد اعتدن الدفن من زمان. رحم الله الشهيدات وجعلهن في أعلى عليين عند الملك الوهاب سبحانه”.