أعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع خلال ندوتها الصحفية اليوم، 01 أكتوبر 2024 في الرباط عن تنظيم مسيرة وطنية حاشدة يوم الأحد 6 أكتوبر 2024، ضمن برنامج نضالي يشمل أيضاً يومًا وطنيًا للاحتجاج يوم 7 أكتوبر في مختلف مناطق المغرب، إحياءً لمرور عام على انطلاق “ملحمة طوفان الأقصى”، وتجديدا لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
الجبهة تكثف تنسيقها مع المنظمات الدولية والإقليمية التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني
وبحضور شخصيات وطنية حقوقية وسياسية، أكد الأستاذ عبد الصمد فتحي الذي كان يتلو التصريح الصحافي أمام وسائل الإعلام فيما يتعلق بالعمل المستقبلي للجبهة وسعيها للتأثير الدولي على القضية الفلسطينية، أنها تكثف تنسيقها مع المنظمات الدولية والإقليمية التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، بهدف توسيع دائرة التضامن العالمي والضغط على الحكومات لتبني مواقف قوية ضد الاحتلال الصهيوني. كما أكدت طموحها إلى تنظيم فعاليات مشتركة لرفع الوعي حول الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين على المستوى العالمي.
وأبرز فتحي في هذه الندوة اعتزام الجبهة تعزيز العمل الميداني داخل المغرب، وقال إنها ستسعى في المرحلة المقبلة إلى توسيع قاعدتها في المدن والقرى المغربية من خلال تنظيم أنشطة وفعاليات توعوية ميدانية تتعلق بخطر التطبيع وأهمية دعم القضية الفلسطينية، وإنها تسعى إلى إشراك جميع فئات المجتمع المغربي، بما في ذلك الشباب والنساء، ليكونوا جزءاً فعالاً في الحملة المناهضة للتطبيع ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد فتحي أن الجبهة ارتفع عدد مكوناتها إلى 19 هيئة، كما ارتفع عدد فروعها المنظمة في كبريات المدن المغربية إلى 26 فرعا، وقال إن اللجان التي تستعين بها في عملها هي 8 لجان، فيما استطاعت الجبهة بعد حضور المحامين والأطباء في مسيراتها أن تؤسس مجموعتين مهنيتين في كل من سلك المهندسين والأساتذة الجامعيين ضمن استراتيجيتها للتغلغل وسط الشعب في إطار الفئات المتعددة.
مكونات الجبهة رغم اختلافها فهي متفقة على الاستمرار في معركة التحرر
وفي تفاعله مع سؤال لبوابة العدل والإحسان عن حجم تماسك مكونات الجبهة وانسجامها، شدد الأستاذ معاذ الجحري، النائب الثاني للمنسق الوطني للجبهة على أن عدد المكونات المختلفة إلى درجة التناقض في توجهاتها وقناعاتها الفكرية السياسية والنقابية يشكل تحديا حقيقيا، لكنها كانت وما تزال عازمة على الاتحاد في وجد العدو الرئيسي والاستمرار في معركة التحرر من الاستعمار المباشر لفلسطين والاستعمار الجديد في غيرها من البلدان، لافتا إلى أن العدو الآن في المنطقة هو الإمريالية الغربية بشكل عام، والإمبريالية الأمريكية بشكل خاص.
واسترسل الجحري موضحا أن كل مكونات الجبهة تحاول تجاوز عدد من الخلافات من خلال منطلق الوحدة في مواجهة العدو الرئيسي، مع أن هناك اختلافات أخرى تحتاج نقاشا عموميا وحوارا بين القوى السياسية أمام الشعب، معتبرا أن اختلافات كبيرة لو تجاوزتها هذه المكونات لدعمت هذا العمل الوحدوي التشاركي بشكل كبير من قبل النقاشات المرتبطة بالحركة الطلابية.
وقال الجحري إننا “مصممون على الحفاظ على الجبهة وصيانتها وصونها كما نصون عيوننا”، معبرا عن أمله في تعميم فكرة الجبهة بهذا المنهج على واجهات أخرى منها الواجهة الاجتماعية والسياسية.
هناك تجاهل نداءات استغاثة من 1500 مواطن ومواطنة مغربية بلبنان
واستنكر الحجري في كلمته التفاعلية تجاهل نداءات 1500 مواطن ومواطنة مغربية من لبنان واستغاثاتهم، وقد وصلت نداءات إلى رموز الجبهة وأكد لهم أصحاب هذه النداءات أنهم عالقون هناك وليس هناك من يجيب رغم أن أغلب الدول استجابت لنداءات مواطنيها لإجلائهم.
من جانبه، الأستاذ عبد الإله بنعبد السلام عضو السكريتارية الوطنية للجبهة، في جوابه عن سؤال آخر لبوابة العدل والإحسان عن الحصار الذي تتعرض له الجبهة وأنشطتها وأفق العمل، اعتبر أن التأسيس جاء في سياق صعب جدا، وهو سياق التطبيع وقد اعتقد النظام من خلال أبواقه وإعلامه أنه سيمرر هذا التطبيع على الشعب المغربي، لكن الجبهة وباقي مكونات المجتمع تصدوا لهذا التطبيع، ويشهد لذلك مند البداية التدخلات القمعية في شارع محمد الخامس والاعتداءات على المناهضين للتطبيع.
رغم استمرا قمع السلطة فإن الجسم الحي مستمر في النضال من أجل فلسطين
واسترسل المتحدث من على منصة ندوة الجبهة اليوم بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، موضحا أنه لما انطلق طوفان الأقصى اشتد عود الجبهة أكثر وانخرطت في عمل دعمته الجماهير المغربية بشكل قوي، وقد ظهر واضحا للمتمعن ولكل ملاحظ بما فيهم الدوليين أن الشعب المغربي قاطبة ضد التطبيع ويرفضه ويستمر في موقفه الأصيل من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية وباعتبارها قضية تحرر من ربقة الاستعمار وسيطرة الغرب الاستعماري.
ويرى بنعبد السلام أن الجبهة ستتقدم في عملها، ورغم القمع الذي يعد خاصية معروفة في كل الأنظمة الاستبدادية فإن النضال كذلك مستمر، يقول التحدث، لافتا إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان لن يهزمهم القمع وتدخلات السلطة لمنعهم من الدفاع عن القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني والتضامن مع كل القوى المناضلة في المنطقة ومنها المقاومة في لبنان والعراق واليمن الذين يترجمون المواقف الأصيلة للشعوب العربية والإسلامية وكذلك لشعوب العالم التواقة لهذه الهيمنة البشعة للنظام العالمي الذي أصبح واضحا أنه نظام متوحش.
دعوات للمضي في النضال الحقيقي الدولي لخدمة القضية
وفي هذه الندوة تناول النقيب عبد الرحيم الجامعي مداخلة ونوه بعمل الجبهة وبعمل رموزها الذين يستحقون الورود، وهم يقدمون جهودا جعلت اسم المغرب يذكر في كل أنحاء العالم ويضرب به المثل في موقفه التاريخي الواضح والموحد في مناصرة الشعب الفلسطيني وأنه ضد التطبيع، ولفت إلى أن مشاركة الجبهة وحضور توقيعها في البيانات التي ترسل إلى المؤسسات الأممية الدول يندرج ضمن هذا العمل.
وبينما اعتبر الجامعي أن عمل الجبهة في المغرب هو مكسب للمقاومة نفسها، اقترح مع ذلك الانخراط في الضغط على المؤسسات الحقوقية الدولة من واجهة مجلس حقوق الإنسان باعتباره أحد المنابر الحقوقية المهمة، ورغم مكوناته التي يعرف عنها التطبيع ولها موقف من القضية الفلسطينية، إلا أن النقيب شدد على أن العمل مع هذه المكونات أفرادا، من شأنه أن يقنع بعضهم بعدالة القضية وهذا سيفيد القضية إذا كانت هناك أطراف تحمل وجهات نظر مختلفة في المجس عن القضية التي نريد.
ليست المرة الآولى التي تغتال فيه القيادات والاحتلال فاشل في كل الأحوال
وعاد الأستاذ فتحي في نهاية الندوة ليشدد على الأمل في النصر، مؤكدا أن الكيان الصهيوني مهما طغا وتجبر في عدوانه وإن احتلت لبنان وكل فلسطين وقد احتلت فعلا واحتلت قبل ذلك أفغانساتان، لكن العبرة كل العبرة في ألا تنكسر الشعوب في إرادتها وألا تستسلم، وأن تجعل من استشهاد قادتها ومن طغيان الاحتلال وقودا وقوة للسعي نحو التحرير.
وأشار الجحري هو الآخر في الختام إلى النزعات الاستسلامية التي يروج لها بعضهم بعد الضربات القوية التي تلقتها المقاومة على المستوى القيادي، وأكد أن هذه المرحلة سنتجاوزها وليست هي المرة الأولى التي تستشهد فيها قيادات المقاومة من أحمد ياسين والرنتيسي وأبي علي مصطفى والموسوي الأمين العام الأسبق لحزب الله، لافتا إلى أنها الآن أكدت دخولها في حرب التحرير الشعبية، وأن الكيان الصهيوني رغم كل هذه الضربات الخاطفة فهو يؤكد فشله لأنه لم يستطع تحقيق أهدافه التي دخل من أجلها الرب ولم يستطع تحرير مختطفيه.