شيع عشرات الآلاف بعد ظهر الجمعة، شهداء “الأنفاق” السبعة من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الذين ارتقوا قبل يومين إثر انهيار نفق في غزة.
وتجمعت مواكب عسكرية قرب بيوت الشهداء السبعة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم قبل مواراتهم الثرى في مقبرة الشهداء بمدينة غزة وسط عدد كبير من الغزاويين قدر بربع المليون.
وانطلق موكب التشييع من المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، بعد أن ألقى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية خطبة الجمعة ومن ثم الصلاة عليهم.
وقال هنية في خطبته أن غزة اليوم تودع شهداء اﻹعداد والتجهيز الذين يعملون في باطن اﻷرض والذين يرسمون طريق التحرير” مؤكدا أن في “شرق غزة أبطال يحفرون تحت الأرض، وغرب غزة أبطال فوق الأرض يجرّبون الصواريخ).
وأوضح هنية أن “كتائب القسام” حفرت الأنفاق لتدافع عن غزة، ولتجعلها نقطة الانطلاق نحو كل فلسطين، وأن غزة عصيّة على الكسر، ولحمها مرّ كما هي فلسطين، وتفوقت على ذاتها بما صنعت في ظل الإمكانات المتواضعة التي تملكها).
وأضاف أن التهدئة ليست للراحة وإنما للإعداد والتجهيز لامتلاك وسائل القوة لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال “الإسرائيلي”.
وشدّد على أن الجبهة الداخلية متماسكة بفضل أهل القطاع الصابرين رغم سنوات الحصار والحروب والمؤامرات التي تحاك لغزة)، وأن الجماهير التي جاءت لتشيع شهداء اﻹعداد والتجهير هي أصدق استفتاء في غزة التي تلتف حول خيار المقاومة)، وأضاف نقول للأمة: شهداء اليوم هم حجة على الناس جميعا).
وكانت “كتائب القسام” الذراع المسلح لحركة “حماس” قد أعلنت، في تقريرٍ نشر على موقعها الإلكتروني، أن أبرز عملياتها العسكرية تتم عبر الأنفاق وأن حصيلتها وصلت إلى مقتل 64 جنديًّا صهيونيًّا، وإصابة 91 آخرين، وأسر جنديين اثنين على الأقل خلال السنوات الماضية.
وأكدت أن الأنفاق التي حفرها مجاهدو القسام الأبطال بأظفارهم على مدار سني الصراع مع العدو، شكلت نقلة نوعية في مقارعة المحتل، فحيّرت قيادته ومخابراته وجيشه، وضربت نظرياتهم الأمنية والعسكرية، وجعلتهم يقفون عاجزين مستنجدين لا يعرفون متى وأين وكيف ستكون الضربة المؤلمة القادمة؟
وقالت إن الأنفاق جاءت للعدو من حيث لا يدري، وما زال رعبها يطارد مغتصبيه وجنوده على أعتاب غزة).