نستفيد كثيرا من البحوث الأكاديمية الموضحة لمعالم فقه المنهاج، الذي أسس أصوله الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله من خلال مكتوباته ومسموعاته ومرئياته وتربية أسرته وتلامذته ومواقفه.. لكن يبقى فهمنا منقوصا ما لم ننظر إلى العاملين الميدانيين على بناء مدرسة دعوة العدل والإحسان، من رجال ونساء، المسترشدين بالمنهاج النبوي في إعداد برامج التربية والتعليم، وتكوين وتدريب شبيبة الدعوة على اقتحام العقبة إلى الله.
لننصت كذلك إلى ما يقوله “جنود الخفاء” المحتضنون لوليد الدعوة حتى يشتد عوده ويخرج للناس ميسرا غير معسر ومبشرا غير منفر، يوقظ الوسنان ويدل كل حيران على منهاج العدل والشورى والإحسان.
نقف في هذه السلسلة مع الأستاذ محمد العربي الطبلة رحمه الله، وهو من الذين أبلو البلاء الحسن في ميدان تربية الأجيال على الكيفيات التطبيقية التنفيذية للمنهاج النبوي في المجالين:
– مجال السلوك إلى الله بتعلم الدين والعمل به.
– ومجال السلوك في الناس عبر العمل الجماعي المنظم المستنبت في الأمة خير إقامة الدين دعوة ودولة.
للأستاذ رحمه الله عروض تسلط الضوء على “المفاهيم المنهاجية”، كانت تجربته الإيمانية والدعوية بعد توفيق الله تؤهله ليجعل من المفاهيم المنهاجية آلية عمل جامعة بين الرحمة والحكمة، نعرض بين يدي المهتمين بالفقه المنهاجي موضوع: “المجموع والكليات المنهاجية” عبر حلقات.
يتحدث أخي محمد العربي الطبلة عن “المجموع المنهاجي” من خلال المحاور الآتية:
1- مدخل عام.
2- تحديد الدلالات اللغوية والاصطلاحية والإجرائية.
3- علم المنهاج النبوي والمرجعية المنهاجية.
4- الأصول المنهاجية الخمسة.
5- الآلة المنهجية المنهاجية.
6- الكليات الضروريات المنهاجية الخمسة.
7- التحسينات المطلبية المنهاجية الإثني عشر.
8- خلاصات.
من خلال هذه المحاور خلص بسط الأستاذ محمد العربي لمفهوم “المجموع” إلى ما يلي:
– “المجموع” مفهوم منهاجي متعدد الوظائف شامل وعميق.
– “المجموع” يشمل التربية والخصال والإنسان والعلم والواقع والأهداف والغاية والعمل بكل هذا ولأجله تحقيقا لمطالب المنهاج.
– “المجموع” توازن وتكامل في السلوك المنهاجي.
– لا منهاج ولا جماعة بدون “مجموع”.
– لا “مجموع” بدون اقتحام وتجديد وتربية وتنظيم وخصال.
– الجماعة المتجددة في ذاتها والمجددة لغيرها، هي مفتاح كل تغيير يرجى.
نعود للمحاور مفصلة لاحقا إن شاء الله.
يتبع..