كلمات خالدة ورثها الشهيد الحي سيد قطب رحمه الله تعالى للأجيال المتعاقبة، دروس في الثبات والوفاء والعطاء لن تستطيع أيدي الغدر أن توقف روحها على مر الأزمان.
فقد أجاب سيد قطب رحمه الله تعالى أحد إخوانه الذي سأله: لماذا كنت صريحا كل الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك؟
رد الشهيد الحي: لأنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص).
وقال رحمه الله: لماذا استرحم، إن سجنت بحق فأنا أرضى حكم الحق، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل).
وقال: إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا يقر به حكم طاغية).
وعندما طلب منه الاعتذار مقابل إطلاق سراحه قال: لن أعتذر عن العمل مع الله).
وتركها مدوية عندما سمع الحكم بإعدامه: الحمد لله لقد عملت خمسة عشر عاما من أجل الحصول على هذه الشهادة).
وأطلق ابتسامة عريضة مشرقة ملأت وجهه وهو يودع إخوانه وقد وضع سيد قطب في ابتسامته هذه كل ما يريد أن يقوله لإخوانه وتلاميذه والأجيال اللاحقة من معاني الثبات على الحق والفرح بقرب لقاء الأحبة في الجنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
لقد صنعت لحظة اعتلاء سيد رحمه الله خشبة المشنقة جيلا يحمل فهم كتاب الله تعالى، قلوب تمد مصابيح الحرية بنور يحرق ستار عروش الاستبداد والفساد.
كيف لمثل هذه التربية الإحسانية أن تركع للأقزام المستبدين، أم كيف لأحفاد البنا رحمه الله أن يسترحمو الطغاة وسجلهم ناصع بالتضحيات.
إن التاريخ علمنا أن المشانق ليست سوى سبيل لإنفاذ قضاء الله للراحلين بأقدام تعلو جباه الجلادين.
فمهما أعدم العسكر الانقلابي وسجن، فالصادقون باعوا أرواحهم لله في تجارة رابحة شعارها الخالد سلميتنا أقوى من الرصاص لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين.