كتاب كتبه الإمام رحمه الله في قلب معتقل مستشفى الأمراض العقلية بمدينة مراكش، سنة 1975، إثر كتابته لرسالة “الإسلام أو الطوفان”.
كتاب “شعب الإيمان” جمع فيه الإمام رحمه الله في البداية ألفي حديث. جمعها وصنفها وبوب شعبها البضع والسبعين على الخصال العشر: الصحبة والجماعة، الذكر، الصدق، البذل، العلم، العمل، السمت، التؤدة، الاقتصاد، والجهاد.
وهو البناء نفسه الذي بني عليه المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا. جعل الإمام الصحبة والجماعة والذكر والصدق خصالا أمهات بنيت عليها باقي الخصال؛ فالخصال الأمهات تكسب صاحبها الإيمان وتبعده من دائرة النفاق، بذلك تلين جوارحه ويبذل نفسه ونفيسه ويكتسب علما نورانيا، يرشد حركته لتصبح متوازنة في عالم موار ويصبح سمته نبويا وحركته قاصدة وقبلته الله.
اليوم نفهم لماذا وصف الإمام المنهاج بالنبوي، لكونه يستند على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمطلع على الكتاب الذي سماه مؤلفه رحمه الله “شعب الإيمان”، الذي استند فيه على حديث رسول الله: “الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”، يفهم بناء المنهاج النبوي الذي أساسه تربية ووسطه تنظيم وقمته زحف.
بناء الإنسان في عمقه حتى ينجمع عقله مع قلبه، وانتظامه في المجتمع حتى يصبح فاعلا وليس منفعلا، واندماجه في حركة البناء ليرتبط تغيير القوم بتغيير النفس، مصداقا لقوله عز وجل في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.
كتاب شعب الإيمان كتبه الإمام في ورقات رغم سجن السجان لمدة ثلاث سنوات ونصف، واستنسخها بيمينه تلميذه الوفي سيدي أحمد الملاخ رحمه الله في كراسات، بعد خروجه من معتقله الرهيب، ثم عكف على تنقيحها ثلة من أهل الاختصاص من علماء الجماعة ليضعوها يوم الذكرى الخامسة لرحيل الإمام بين يدي أمة رسول الله أمانة في الأعناق، وعلما ينتفع به وصدقة جارية.