شبيبة العدل والإحسان تصدر بيانا بخصوص أحداث الهجرة الجماعية للشباب بمدن الشمال

Cover Image for شبيبة العدل والإحسان تصدر بيانا بخصوص أحداث الهجرة الجماعية للشباب بمدن الشمال
نشر بتاريخ

أكدت شبيبة العدل والإحسان أن ما تعيشه مدينة الفنيدق ومحيط سبتة المحتلة من أحداث الهجرة الجماعية للشباب؛ يُعد عنوانًا لفشل سياسات دولة تنشغل ببناء الملاعب الضخمة وتنظيم الحفلات الباذخة واستضافة المهرجانات، بينما يواجه شبابها تهميشا، ويقتل الطموح أمام أطفالها. مشددة على أن هذه الأحداث المتلاحقة تشكل “عنوانًا لفشل سياسات التنمية والاهتمام بالشباب، وتدق ناقوس الخطر المحدق بمستقبل البلاد”.

ولفت شباب الجماعة في بيان صدر اليوم، الإثنين 16 شتنبر 2024، إلى أن الاندفاع بإصرار نحو الهرة “يعكس فقدان الثقة والأمل في إمكانية تحقيق حياة كريمة داخل البلاد، وهو ما يهدد استقرار الوطن ومستقبله”.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وأله وصحبه وإخوانه وحزبه
بيان:
الهجرة القسرية للشباب؛ واقع مقلق يسائل الدولة وسياساتها

نتابع في شبيبة العدل والإحسان ما تعيشه مدينة الفنيدق ومحيط سبتة المحتلة من أحداث منذ أسابيع، حيث شهدنا في الآونة ‏الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في موجات هجرة الشباب وأطفال مغاربة لم يتجاوزوا‎ ‎‏15 سنة، كان آخرها إطلاق حملة عبر شبكات ‏التواصل الاجتماعي تدعو إلى مغادرة جماعية نحو مدينة سبتة المحتلة. هذه الأحداث تعكس واقعًا مريرًا ومؤلما يعيشه الوطن، ‏وتُعد عنوانًا لفشل سياسات دولة تنشغل ببناء الملاعب الضخمة وتنظيم الحفلات الباذخة واستضافة المهرجانات، بينما يواجه ‏شبابها تهميشا، ويقتل الطموح أمام أطفالها. وإن هذه الأحداث المتلاحقة تشكل عنوانًا لفشل سياسات التنمية والاهتمام بالشباب، ‏وتدق ناقوس الخطر المحدق بمستقبل البلاد‎.‎

وفي ظل غياب معطيات رسمية، تشير التقديرات إلى توقيف ما يقارب خمسة آلاف شاب وقاصر في التدخلات الأمنية التي رافقت ‏هذه الدعوات للهجرة الجماعية، وأغلب هؤلاء الموقوفين قاصرون، وتزداد الخطورة بوُجود أطفال في عمر تسع وعشر سنوات بين ‏الموقوفين‎!‎؟ هذا الانخراط الواسع في هجرة البلد لمختلف الفئات الشابة، بكل ما يحملونه من حقد وغضب وإحباط، ومحاولاتهم ‏المستميتة لمغادرة الوطن بشتى السبل والوسائل، يعكس فقدان الثقة والأمل في إمكانية تحقيق حياة كريمة داخل البلاد يدق ناقوس ‏خطر يهدد استقرار الوطن ومستقبله.‏

لقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد الشباب والأطفال وهم يخاطرون بحياتهم عبر محاولات جماعية للعبور إلى سبتة ‏المحتلة، وهي مشاهد تعكس حجم اليأس والإحباط الذي وصل إليه جيل المستقبل، كما تعكس بكل وضوح فشل دولة بمؤسساتها ‏ومسؤوليها بكل درجاتهم في توفير حياة كريمة وآمنة لأبنائها. فكيف لدولة تدّعي التقدم والتنمية أن تغض الطرف عن هذا الواقع، ‏وتنشغل بتلميع صورتها الخارجية على حساب أبنائها الذين يبحثون عن أي فرصة للهروب من واقعهم البائس؟

فلا يحتاج الأمر تأكيدا على أن المقاربة الأمنية وحدها لن تحل هذه الأزمة ولا غيرَها. وليفهم من يهمه الأمر أنّ استحواذ طبقة أو ‏طبقات على ثروة المغاربة بدل توزيعها بعدل على كل أبناء الشعب لهو من الاختلالات الوطنية الكبرى، وأن السياسات ‏الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة هي التي دفعت بهؤلاء الشباب إلى حافة اليأس. ويجب على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية ‏في توفير فرص عمل حقيقية، وتعليم جيد، وتأهيل مهني يضمن للشباب حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا داخل وطنهم، والعمل على ‏وضع سياسات فعالة تعيد للشباب ثقتهم في وطنهم وتوفر لهم فرص العمل والعيش الكريم.‏

إننا في شبيبة العدل والإحسان، ونحن نتابع هذا الواقع الشبابي الأليم بقلق بالغ، نعلن للرأي العام ما يلي:‏

1.‏ نؤكد أنه لا فائدة من الانشغال عن معالجة جذور الإشكال بمظاهره مهما بلغ بؤسها، وإن الأزمة أعمق من مجرد رغبة ‏في الهجرة من بلد إلى بلد، بل هي رغبة في البحث عن كرامة مفقودة وبحث عن حياة آمنة وذات معنى في سياق تفاقم ‏الفشل في تدبير هذا البلد على كل المستويات.‏

2.‏ نؤكد أن الشباب هم أجزاء من أسر، وإن معالجة ملف الشباب ليس معزولا عن كافة القضايا الأساسية للشعب المغربي ‏الذي يفتقد حياة كريمة وآمنة في بلده الغني بخيراته، بينما يكتوي صباح مساء بالزيادات الخيالية للأسعار وضرب القدرة ‏الشرائية، وغياب فرض جادة لعمل يوازي غلاء المعيشة. ‏

3.‏ نشدد على أن مقاربة مشاكل الشباب تحتاج إرادة سياسية جادة، ونهجا شموليا لا يُستغنى فيه بالاقتصادي عن التربوي، ‏ولا يغني فيه الاجتماعي عن الدعم النفسي، وإن الإدماج لا ينطلق إلا بتحقيق أسبابه الحقيقية بدءا من الكرامة الإنسانية ‏والعدالة الاجتماعية والمجالية وإحساس الإنسان بإنسانيته.‏

4.‏ نؤكد أن المقاربة الأمنية الصرفة في التعامل مع الشباب المندفع نحو الهجرة، سيفاقم الأزمة ويزيد من تنفير أبناء الوطن ‏من وطنهم، وإن الحفاظ على سلامة الأجساد والأرواح من الأولويات وإن البلد في حاجة لكل شبابه.‏

5.‏ ندعو جميع الغيورين والفعاليات الشبابية إلى رص الصفوف وبناء جبهة شبابية موحدة تهدف إلى مواجهة سياسات ‏التهميش والفساد والتفقير، والعمل سويًا من أجل بناء وطن يحتضن أبناءه ويحقق طموحاتهم.‏

شبيبة العدل والإحسان، المكتب الوطني
‏12 ربيع الأول 1446‏
‏16 شتنبر 2024‏