خصصت ساكنة حي سيدي بوزكري بمدينة مكناس، ليل الاثنين 11 ماي 2015، احتفالا بهيجا للمفرج عنه يحيى فضل الله، الناشط في جماعة العدل والإحسان، وذلك بـ”ساحة التمليك” كما سمتها الساكنة، بعد الإفراج المؤقت عنه مساء نفس اليوم.
ونصبت اللجنة المنظمة منصة شرفية ألقى من خلالها المفرج عنه كلمة مؤثرة حين قال ساكنة سيدي بوزكري المناضلة الحرية الأبية الصامدة الثابتة.. نضالكم هذا دليل على أنكم اكتشفت الطريق الصحيح لكي تنتزعوا حقكم انتزاعا، وضعوني في السجن لكي يخوفوكم وهو ما لم يتأتى لهم رغم أنهم واجهوكم بشراء الذمم والتخويف والقمع، لكنهم لم يثنوكم عن مطالبكم).
واسترسل مضيفا أحيي صمودكم وأحيي ثباتكم. وهذه رسالة لكل المسؤولين أنكم خرجتم للمطالبة بحقكم وخرجنا معكم، ونحن جزء لا يتجزأ منكم ونقول لكل المسؤولين في هذا البلد ملف سيدي بوزكري ملف اجتماعي.. الناس خرجت للمطالبة بحقها في التمليك لا غير).
وقد حضر الحفل ممثلون عن جميعات الهيئات الداعمة لتنسيقية بوزكري، والتي أثنت على ثبات ساكنة بوزكري وتوحدها حول مطالبها المشروعة. كما ألقى الأستاذ محمد الطايفي كلمة نيابة عن هيئة الدفاع أثنى فيها على وحدة السكان ونضالهم وسلميتهم في المطالبة في حقهم المشروع، وقال أن هيئة الدفاع ستبقى إلى جانبهم تدافع عنهم.
وكانت تقاطرت ساكنة بوزكري مكناس نساء ورجالا وشيوخا، صباح الإثنين، إلى الساحة الإدارية قرب محكمة الإستئناف، حيث كان موعد محاكمة يحيى فضل الله، ورفعت اللافتات المنددة بالاعتقال التعسفي الذي تعرض له الحاج يحيى فضل الله ومنددة بتماطل القضاء في بدأ محاكمة الحاج يحيى فضل الله ومنددة بسلسلة التأجيلات التي عرفها ملفه والتي أطالت مدة اعتقاله.
وقرب باب المحكمة حضرت عائلات المعتقلين لحضور الجلسة العلنية لمحاكمة أبنائها، إلا أن المنع كان ينتظرهم بسبب التجييش الذي عرفه محيط باب المحكمة بمختلف تلاويين قوات الأمن وقوات التدخل السريع والقوات المساعدة وأعوان السلطة. المنع طال أيضا صحافيين وحقوقيين والسبب دائما التعليمات.
وجاء بعدها الخبر الصادم، إذ تأجلت الجلسة مرة أخرى إلى يوم 22 يونيو هذه المرة، فسقط ابن المعتقل وصديقه مغمى عليهما، ورفعت العائلة ومعها الساكنة شعارات تندد بتماطل القضاء في جلب الحق لابنهم، فكان الدفع والرفس مصيرهم من طرف مختلف القوات الأمنية الحاضرة هناك. فقررت الساكنة التوجه بمسيرة لباب الولاية وهو فعلا ما قامت به بشكل حضاري، إلا أن الرفس والضرب كان أيضا في انتظارهم بعد فشل قوات الأمن بالإحاطة بالمسيرة، والتي التأمت رغم ذلك قرب الولاية في شكل حضاري سلمي، وصدحت حناجر أصحابها موصلة رسالة قوية لكل المسؤولين أنهم لن يتخلوا عن معتقليهم.
بعد حوالي ساعة من الزمن، ظلت خلالها الساكنة -رغم أشعة الشمس الحارقة- تندد باللامبالاة التي يقابل بها مسؤولو المدينة مشاكلهم، جاء اتصال هاتفي يفيد أن طلب السراح المؤقت الذي وضعته هيئة الدفاع قد تمت الاستجابة له في الحين لقاء كفالة مالية قدرها 10000 درهم، وهو نفس الطلب الذي لم يُستجب له طيلة ثلاث جلسات لمدة 11 شهرا، فكان أن عمت الفرحة الوقفة وختمت الساكنة شكلها النضالي، وسارت في موكب بالسيارات وكل وسائل النقل المتاحة في موكب بهيج إلى مختلف أحياء سيدي بوزكري تبشر الناس أنهم قد تمكنوا من الظفر بحرية المعتقل، ليصل الموكب إلى بيت الحاجة مي رقية أم المعتقل المريضة والتي لم تقدر على الذهاب إلى المحكمة وهي التي لم تتخلف عن وقفة من وقفات الساكنة أو محطة من محطاتها النضالية.
بالمساء استقبلت تمثيلية عن السكان بالإضافة إلى قياديين من جماعة العدل والإحسان بالمدينة المناضل يحيى فضل الله من أمام باب السجن، وفي موكب سيارات فاق الأربعين سيارة نقل الحر البطل إلى مختلف أحياء بوزكري وصولا إلى بيت والدته الذي استقبلته وعلقت له وسام الشرف احتفاء بنضال ابنها ووقوفه إلى جانب أبناء حيه ودفاعه عن مطالبهم المشروعة.