د. لشهب: الجماعة ساهمت في الأمن الروحي للمغاربة وكانت دائما ضد التطرف والإرهاب

Cover Image for د. لشهب: الجماعة ساهمت في الأمن الروحي للمغاربة وكانت دائما ضد التطرف والإرهاب
نشر بتاريخ

يرى الصحافي المغربي الأستاذ نور الدين لشهب أن الجماعة باعتبار مبادئها وكونها من التربة المغربية وبخلفية ثقافية إسلامية، ساهمت في الحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة، موضحا أنها دائما كانت ضد العنف ودائمة الدعوة إلى الاعتدال منذ البداية، كما ساهمت في تأطير أجيال من الشباب بعيدا عن التطرف والإرهاب.

لشهب الذي كان يتحدث إلى جانب المعطي منجب وخالد بكاري والمصطفى الريق، ضمن الندوة التي نظمتها الجماعة اليوم 18 فبراير 2023 في إطار أنشطة الذكرى الأربعين لتأسيس الجماعة، شدد على أن الإمام عبد السلام ياسين يندرج ضمن خانة المفكرين الكبار، حيث اعتبره أكبر من الجماعة التي لا يمكن اعتبارها إلا إحدى اجتهادات الإمام على مستوى التطبيق، وهي لا تمثل ربما إلا 25 في المائة من كتاباته.

فالإمام في نظر لشهب، مفكر ومنظر وداعية وليس داعية بالمفهوم المتداول، فهو صاحب نظرية وصاحب فكر فيه ما هو معرفي وما هو إيديولوجي، فيه ما هو عالمي وفيه ما هو محلي وطني وما هو للجماعة، كما أن فيه ما يمثل رأيه الشخصي وما هو إرشاد للامة والجماعة والحركة الإسلامية بشكل عام، فهو صاحب فكر مركب.

المتحدث ضمن ندوة “القوى المجتمعية وتنمية الوعي السياسي، الأدوار والفرص والتحديات” التي نقلتها بوابة العدل والإحسان وقناة الشاهد بالمباشر، ذهب إلى أن الإمام بمستواه العالي حاول مصالحة الصوفية مع السلفية، فهو ضابط لتراث الأجداد وتراث الأنداد كذلك من خلال حضورهم من كل الثقافات في كتاباته ويدخل معهم في نقاش، ولا يكون على هاته الحال إلا المفكرون الكبار. مشددا على أنه عندما ينتقي هؤلاء المفكرين ليناقشهم استطاع الجمع بين الكتابة والتفكير في الآن نفسه.

ولفت لشهب إلى أن الجماعة تطرح عليها رهانات للإسهام اليوم ومستقبلا بما نشهده من مد للحركات المتطرفة والقتالية، وهي موجودة على مستوى الإعلام وفي الواقع ولها منظرون عسكريون ولها فقهاؤها. وتمتد في دول الساحل ولها حاضنتها المجتمعية من القبائل.

وتحدث الباحث في التواصل السياسي عن نظرة الأستاذ عبد السلام ياسين إلى المجتمع من خلال وصفه إياه بالفتنة عوض وصفه بالجاهلية، خلافا لبعض الأعلام الذين تبنوا فكرة الجاهلية. موضحا أن الجماعة تعرضت لكثير من الهجمات من قبل رموز الفكر السلفي المتطرف، وكانت لا ترد على أحد لأن ثقافتها السياسية متحت من هذه التربية المغربية.

ونوه لشهب برؤية الجماعة فيما يرتبط بالتعامل مع الخارج ضمن مبادئها المعروفة “اللاءات الثلاث”، واستحضر رؤية الجماعة التي كانت “مهمة وسديدة” خصوصا حول المؤتمر الذي عقد في القاهرة، ودعا إلى تسليح الثورة السورية، وكان موقع الجماعة نشر مقالا للدكتور خالد العسري رافض للفكرة وهو الرأي الذي تبنته الجماعة. موضحا أن الجميع يعرف المآل الذي وصلت إليه الثورة السورية، وكان للجماعة منذ البداية في ذلك موقف مبدئي.

جدير بالذكر أن هذه الندوة التي امتدت لقرابة الساعتين والنصف، وأدار فقراتها الناشط السياسي أحمد الشردادي، حضرتها وجوه سياسية وحقوقية معروفة محلية بالدار البيضاء.