وصف الأستاذ عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، موقف النظام المغربي من العدوان على غزة في الأيام الثلاثة الماضية بـ“المتخاذل بل بكونه منحازا إلى الكيان الصهيوني”.
واعتبر فتحي في تدوينة له في فيسبوك رغم إغلاق خمسة حسابات له بسبب نصرته للقضية، أن بيان وزارة الخارجية وهي وزارة سيادية تعبر عن موقف الحاكمين “يساوي بين الضحية والجاني فيتحدث عن قلقه بعودة أعمال العنف والاقتتال”، ما يعني أنه عنف واقتتال بين طرفين وليس عدوانا من محتل غاصب على شعب مضطهد ومحاصر وفق تعبير البيان.
ويرى عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية أن دعوة البيان باسم رئيس لجنة القدس “إلى تجنب مزيد من التصعيد والعودة إلى تهدئة”، يوحي بأن لجنة القدس وكأنها ليست منبثقة عن الدول الإسلامية ولم تؤسس للدفاع عن الهوية الإسلامية للقدس التي تقف المقاومة لحمايتها من عمليات التهويد التي تستهدفها وتستهدف المسجد الأقصى، الذي تقتحمه اليوم في سابقة جحافل من المستوطنين ومُنع المسلمون الشباب من دخوله، ولا كلمة للجنة القدس في كل ما يجري، وأردف متسائلا باستهزاء: “أليس اليهود الصهاينة المغاربة رعايا لهم الحق في القدس والمسجد الأقصى؟!”.
وتابع موضحا “أصبحنا نترحم على بيانات الشجب والإدانة التي كنا ندينها لأنها لا تترجم إلى فعل وعمل، حتى هذه الكلمات بخلوا بها على الفلسطينيين وعوضوها بلفظة القلق”.
وشدد على أن ما خُتم به البيان من موقف المغرب الثابت من حل الدولة الفلسطينية المستقلة، يكذبه الواقع، موضحا أن الكيان الصهيوني “قد هد كل أركان قيامها ببناء المستوطنات وإعلانه عن رفضه لذلك، ولا منكر ولا محتج، يروجون لموقف سراب ويبيعون الوهم ضحكا على الدقون”.
لكن لا عجب إن كانت عقيدة الحاكمين هي ما عبر عنه خادمهم وزير الخارجية في ماي 2021، حين قال مستعدون أن نتعاون مع “إسرائيل” إلى أبعد حد. يقول فتحي ثم يضيف “إن المسألة مسألة وقت، وسيأتي اليوم الذي يعلن فيه حكام المغرب عن إدانة المقاومة ونصرة الكيان الصهيوني، ويعتبرون الصهيوني الضحية والفلسطيني الجاني، ألم يقر ناطقهم الرسمي بوريطا في ملتقى العار بالنقب أن في كل عائلة إسرائيلية يوجد دم مغربي، فالصهاينة أحق بالنصرة لأنهم تربطهم بهم رابطة الدم!”.
واستدرك فتحي على ما بوريطة بقوله “ألا إن دم المغاربة الأحرار أشرف من أن يجري في عروق الصهاينة القتلة والعملاء الخائنين والموالين للصهاينة المجرمين”. وتابع: “ألا إن دم المغاربة الأحرار هو الذي سال على أبواب القدس من أجل تحريرها على يد صلاح الدين، وهو الذي أهرق على هضبة الجولان من جنودنا البواسل من أجل تحرير القدس، وهو الذي بذله الفدائيون المغاربة وتشهد عليه أرض فلسطين، وهو الذي سفك من الطفلات المغربيات الفلسطينيات الشهيدات اللواتي استهدفتهن الغارات الصهيونية في عدوان سيف القدس بغزة”.
ألا إننا نبرأ إلى الله من تخاذل الحاكمين وموالاتهم للقتلة أعداء الأمة وأعداء الدين. والذين فرطوا في القدس وهم اليوم يفرطون في البلد ويمكنونهم منها، ألا إن الأقنعة قد سقطت والخيانة انكشفت، يقول فتحي داعيا الله أن يفرق بيننا وبينهم بالحق، فهو خير الناصرين، وأن يحفظ أهالينا في غزة وكل فلسطين، فلا ناصر لهم إلا هو سبحانك، بعد ما خانهم الحاكمون وتحالفوا مع عدوهم وقتلتهم.