ذ. فتحي: كتاب الأستاذ العلمي يعالج قضية جوهرية بالنسبة للفرد والأمة

Cover Image for ذ. فتحي: كتاب الأستاذ العلمي يعالج قضية جوهرية بالنسبة للفرد والأمة
نشر بتاريخ

أكّد الأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة لجماعة العدل والإحسان أن كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين”، الذي احتفت به الجماعة في الذكرى العاشرة لرحيل مرشدها، “يعالج قضية جوهرية بالنسبة للفرد والأمة، وعند السلف والخلف”، وهي قضية “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين، وما يرتبط بها لزوما من الصحبة والجماعة والصحبة في الجماعة، باعتبارها المفتاح في السلوك إلى الله“. 

الأستاذ فتحي وفي التصريح الذي خص به “بوابة العدل والإحسان” بمناسبة الندوة التي نظمتها الجماعة تقديماً للكتاب الذي أصدره الأستاذ عبد الكريم العلمي، ضمن الذكرى الأربعين لتأسيس الجماعة، انطلق من ثلاثة أثافي اعتبرها تؤسس لقيمة الكتاب؛ أولها موضوع الكتاب وهو “السلوك إلى الله، وهو الموضوع المصيري بالنسبة للفرد والأمة، والذي عليه صلاح الدنيا والآخرة“، أما الثانية فهو مرجع الحديث فيه وهو “الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى، الذي جدّد فيما توقفت عنده الأمة قرونا بما حباه المولى عز وجل من صحبة وارثة متصلة، ومن سلوك على منهاج النبوة نال به ما اختصه الله به تكرما وتفضلا“. 

أما ثالثة الأثافي -يضيف- فهي الكاتب، وهو “مولاي عبد الكريم العلمي عضو مجلس الإرشاد ورئيس مجلس شورى جماعة العدل والإحسان، الذي يسّر الله له صحبة الإمام وملازمته بالليل والنهار سنين طويلة، وهو أمر لا تخطئه العين ويعلمه الخاص والعام، صَحِبهُ صحبة سالك لا متبرك، وصحبة مجاهد لا قاعد، وصحبة عارف لا جاهل، فيسر الله له الوقوف على تجديد الإمام في السلوك مقالاً وقولاً وحالاً، فجمع الله له ما كتبه الإمام وما قاله وما عاشه”، مؤكداً أن الأستاذ العلمي “إن تكلم فعن علم، وإن بلَّغَ فعن معرفة، وإن أخبر فعن تجربة“.

وأضاف أن قضية الكتاب قال عنها الأمين العام الأستاذ سيدي محمد عبادي: “هذه القضية ليست علم خطبة بل علم خطوة، وليست علم أقوال بل علم أفعال، وليست علم مجادلة بل علم مجاهدة“. وهنا شدّد المتحدث على أنه “شتان بين من يُقبل على قراءة الكتاب باعتباره صرخة ونداء يستنهضك للسلوك إلى الله، ومن يقبل عليه متوقفا عند الحجاج العقلي فيضيع عليه التشرب والاستماع القلبي“، ولم يفته أن يسأل الله أن “ينفع بالكتاب والكاتب، وأن يكون لنا تذكرة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه”.

 وتحدث رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في تصريحه عن تخليد الجماعة للذكرى العاشرة لرحيل الإمام رحمه الله معتبرا إياها “عربون وفاء من الجماعة لمرشدها ومؤسسها“. وعن تزامن هذه الذكرى مع الذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان ذكر في حديثه بأنه “لا يمكن أن يُحتفى بهذا التأسيس دون أن يُحتفى بالمؤسس الذي شيّد وبنى هذا الصرح العظيم وهذه الدعوة الكريمة التي شاء الله سبحانه وتعالى لها أن تطّلع بمهمة التجديد والتمكين لدين الله سبحانه وتعالى استبشارا ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيمانا بوعد الله عز وجل”.

وزاد موضحا أن المهم في هذه الذكرى العشرية أنها “عنوان لعظمة هذا المؤسس وهذا الباني، فكم من تنظيمات قد يكتب لها القوة والعظمة في ظل مؤسسيها لكن سرعان ما تتلاشى ويدب لها الوهن بعد رحيل مؤسسيها“، مؤكداً أن استمرار الجماعة خلال هذا العقد هو “دليل على متانة هذا البناء الذي شيده الإمام رحمه الله”

وتابع بقوله: “عشر سنوات من الوفاء لمشروع الإمام رحمة الله عليه، عشر سنوات من الحفاظ على وحدة الصف وتماسكه وتراصه، عشر سنوات من الحفاظ على الأمانة ووحدة الصحبة والجماعة، عشر سنوات من الثبات على المواقف والمبادئ رغم الكيد ومكر الليل والنهار، عشر سنوات من الإبداع والعطاء في مختلف المجالات رغم الحصار والتضييق، عشر سنوات من البذل والصبر والثبات رغم الضربات والمكائد والمؤامرات. عشر سنوات من قوة الحضور في مختلف المجالات”

واسترسل موضحا بأن أعداء هذه الجماعة وخصومها كانوا ينتظرون “أن تذهب ريحها وينفرط عقدها ويدبّ الوهن لأوصالها بعد عام أو عامين أو أكثر”، لكن الله سبحانه وتعالى “كتب لهذه الجماعة الاستمرارية والعطاء“، والفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى يرجع -يضيف فتحي- لمن ربا وأسس، وكذلك لمن حافظ على الأمانة وبقي وفياً لخط الجماعة وفي مقدمتهم “الأمين العام الأستاذ محمد عبادي وباقي أعضاء مجلس الإرشاد الذين بذلوا الوُسع في الحفاظ على هذه الجماعة، وفي استمرار تحقيق مشروعها ونشر رسالتها”. واستدرك قائلاً بأنه يقول هذا “من باب الواجب بمناسبة مرور عقد من الوفاء والبذل والصبر ولأنه من لم يشكر الناس لا يشكر الله”.

وختم الأستاذ عبد الصمد فتحي تصريحه بالحديث عن دلالات الذكرى الأربعين التي تمضي بما “جاد به المولى عز وجل وفاق ما توقعه المبرمجون، وذلك فضل من الله ومنة”، فهي أولا محطة “لشكر الله سبحانه وتعالى على ما جاد به سبحانه على هذه الجماعة طمعا في المزيد”، وهي كذلك “شكر من أسس من إخوة وأخوات جيل التأسيس، وفي مقدمتهم الإمام رحمه الله وأعضاء مجلس الإرشاد. وكذلك جند الخفاء ممن لا يعلمهم الناس لكن الله يعلمهم”. وثانيا هي محطة “لتقويم أربع عقود من العمل في تنزيل مشروع وتنفيذ نظرية استراتيجية في التغيير، بجانب التقويم المرحلي والسنوي الذي اعتادت الجماعة على القيام به”. وثالثا هي محطة “لتجديد النيات وشحذ الهمم للمضي قدما”، وهي كذلك محطة “للتذكير إحياءً لذاكرة الجماعة وإغنائها من أجل تواصل الأجيال وتسليم المشعل بينها، لأن المسيرة مسيرة أجيال والمشروع مشروع أجيال”، وأخيراً هي محطة “لتوثيق التجربة لأنها ليست ملكا لهذا الجيل بل هي ملك للأجيال القادمة، وكذلك ليست ملكا للجماعة بل هي ملك لأبناء الأمة فمن حقهم الإطلاع عليها والانتفاع بها”.