ذ. الونخاري: حملة “تعرّف علينا” تستهدف التعارف مع الشباب بدون وسائط

Cover Image for ذ. الونخاري: حملة “تعرّف علينا” تستهدف التعارف مع الشباب بدون وسائط
نشر بتاريخ

أجرى موقع الجماعة نت حوارا مع الأستاذ أبو بكر الونخاري، عضو المكتب القطري لشبيبة العدل والإحسان والباحث في سلك الدكتوراه وحَدَة الدين والسياسة، حول العديد من القضايا الشبابية، والملتقى القطري الشبابي الثاني، وحملة التواصل التي دشنتها شبيبة الجماعة، والدور السياسي والاجتماعي للشباب، والمخاطر والصعوبات التي تعترضه وكيفية تجاوزها.

هذا نصه:

نظمت شبيبة الجماعة مؤخرا الملتقى القطري الشبابي الثاني تحت شعار “شبيبة تتجدد… بناء ونماء وعطاء” ما هي دلالات اختيار هذا الشعار خاصة في سياق الوضع الشبابي بالمغرب؟

الشعار جاء لإثارة الانتباه لطبيعة التغيرات التي تعرفها المجتمعات العربية بشكل عام وفئة الشباب بشكل خاص. فشباب اليوم مختلف من حيث اهتماماته ونظرته للقضايا ووعيه بحقوقه وسعيه للوصول إلى انتظاراته، وهذا ما تحاول شبيبة العدل والإحسان أخذه بعين الاعتبار من خلال تجديد بنيتها التنظيمية وتنويع أساليبها وأشكال عملها، والمساهمة في تنمية وتأهيل الشباب، والدعوة إلى الثقة فيهم وتوفير فرص أكبر لإبراز عطائهم وتفجير طاقاتهم.

ما هي أهم القضايا السياسية والشبابية والمجتمعية التي تناولها الملتقى؟

تناول الملتقى مجموعة من القضايا منها ما هو داخلي تنظيمي، ومنها ما هو تأهيلي تكويني. كما شهد الملتقى نقاشا عميقا حول مواقف الشبيبة على المستوى السياسي والتعليمي والتواصلي، وقراءة المشهد الشبابي على ضوء هذه المواقف، كما كان مناسبة أيضا لتبادل الآراء والأفكار حول مشاكل الشباب وانتظاراتهم. و توجت أشغاله بجلسة تواصلية مع الأمانة العامة للدائرة السياسية.

بعد الملتقى مباشرة أطلقتم حملة للتواصل والتعريف بالشبيبة، ما هو سياق هذه الحملة وما هي أهدافها؟

تأتي هذه الحملة تماشيا مع رؤية الشبيبة وتوجهاتها في الانفتاح والتواصل مع كل الشرائح الشبابية قصد التعريف بأهدافها ورسالتها وتمكين الآخر من التعرف عليها بدون وسائط، كسرا للتعتيم الإعلامي والحصار المخزني، كما نسعى من خلال هذه الحملة إلى تحيين العلاقات مع الهيئات والمنظمات الشبابية في أفق الإعداد لشروط العمل المشترك.

هل يمكن أن توجزوا لنا أبرز الأهداف التي تسعى شبيبة الجماعة للوصول إليها؟

تسعى شبيبة العدل والإحسان من جهة إلى المساهمة في تأهيل الشباب المغربي على المستوى التربوي والفكري والذاتي. وإتاحة الفرصة له للتدريب على تحمل المسؤولية والأخذ بزمام المبادرة. ومن جهة ثانية تسعى الشبيبة إلى المساهمة في العمل المشترك مع مختلف الفرقاء وفتح حوار وطني شبابي يعصم مستقبل بلادنا من ويلات الصراعات الهامشية. ويضع قطاره على سكة التنمية والحرية والكرامة حيث يجد الجميع ذاته تحت مظلة وطن يجمعنا.

ألا تتفقون مع من يلاحظ بطءا شديدا في وتيرة التنسيق والتواصل بين شبيبة الجماعة وشبيبات باقي التيارات والأطراف المناهضة للاستبداد؟

التواصل مع مختلف الشبيبات لم ينقطع يوما. لكن تأتي لحظات تحكمها شروط سياسية معينة يمكن أن تضعف وتيرته. ونحن نتفهم ذلك جيدا. وأعتقد أن تجربتنا في حركة 20 فبراير قد كسرت العديد من الحواجز الوهمية حيث كانت فرصة متميزة ومهمة ليتعرف بعضنا على البعض الآخر. وإن لم ننجح إلى حد الآن في نقل التواصل إلى عمل مشترك حقيقي ودائم، فإننا نعتقد جازمين أن هذا اليوم سيأتي ولن نجد بديلا ولا مخرجا لأزماتنا إلا بالالتقاء على أرضية موحدة.

هل تعتقدون أنه ما زال للشباب الدور الحاسم في قيادة الحراك الشعبي لمحاربة الفساد والاستبداد؟

الشباب كان وسيظل دوره حاسما في قيادة الحراك الشعبي، وقد ظهر هذا بشكل جلي في موجات الثورات العربية على الاستبداد والظلم والفساد والتي خاضها الشباب بكفاءة وعلو همة مواصلة ومثابرة وتحملا وتضحية. وهو ما دفع كل الطيف الفكري والسياسي لمراجعة وتصحيح النظرة للدور الطليعي الذي يمكن أن يأخذه الشباب في مسيرة التغيير. لكن هذا الدور يحتاج إلى تطوير وتوجيه، لذلك ندعو في الشبيبة إلى استراتيجية تتناول مختلف جوانب البناء والتطوير لواقع الشباب، وأهمها زيادة الاهتمام بالتربية على القيادة والريادة في العطاء والتضحية، وبناء متصاعد للإنجاز بحكمة الشيوخ وعزيمة الشباب وفهم شخصيته وتفعيلها ورفع مستوى مشاركته في القيادة الميدانية والسياسية لمشاريع التغيير وفق متطلبات المرحلة، وتوسيع دوائر التجريب واكتساب الخبرات وفق برامج منهجية والتجهيز لإعداد الطاقات الشبابية وتوجيهها للمساهمة في صناعة المستقبل.

تعترض شريحة الشباب مجموعة من المشكلات والمخاطر (المخدرات، الهدر المدرسي، الانحراف الأخلاقي….) كيف يمكن لهذه الفئة تجاوز هذه المخاطر، من أجل بناء جيل شبابي قوي وبناء وناجح؟

نعتقد أن معالجة هذه الآفات تحتاج إلى تعدد المداخل لمقاربتها، مدخل تربوي أساسي، ومدخل اجتماعي وآخر سياسي. ولن يتأتى كل ذلك إلا بتظافر جهود كل القوى الحية في هذا البلد كل من موقعه من أجل الوقوف سدا منيعا أمام مخططات التدمير الأخلاقي والاستلاب القيمي الممنهج ضد الشباب.