اعتبر الأستاذ فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان أن الهدف من “ندوة قضايا الأمة” التي نظمتها الجماعة قبل أيام في إطار أنشطة الذكرى الأربعين لتأسيسها لم يكن جرد كل ما قدمته الجماعة في هذا الصدد، بقدر ما كان الهدف “إبراز تهممها بهذه القضايا الأساس في الأمة والوقوف معها فيما تعانيه من ويلات على جميع المستويات، وإبراز هذه القضايا واعتبارها محورية بالنسبة لجماعة العدل والإحسان”.
وانطلق نائب الأمين العام للجماعة وعضو مجلس إرشادها، في تصريح خص به “بوابة العدل والإحسان”، من ثلاثة اعتبارات تؤطر مساعي الجماعة في هذا الباب، أولها أن هذا من صميم ديننا وشرعنا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “مَنْ لَا يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ…”، والثاني أن الأمة جسم واحد، رغم ما تعيشه من تقسيم وتفرقة مقصودين، وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي تسعى جاهدة لتبقى هذه التفرقة وتتجذر وتتعمق، والثالث “لإيماننا بأن وحدة الأمة هي أساس لإخراجها مما تعانيه من ويلات”.
فما تقدمه الجماعة –وفق المتحدث- هو محاولة لإبراز أن هذه القضية، وهي مهمة ولا تعني فقط جماعة العدل والإحسان، “أعني أن الجماعة تنبه إلى القضايا المهمة، وتتفاعل معها في حدود إمكانياتها، ونحن نعترف أنه مهما قدمنا في هذا الجانب فإننا نبقى مقصرين، وهذا جهد المقل في نصرة هذه القضايا”.
وتابع: “هذه الندوة وغيرها تندرج ضمن التحسيس للفت نظر عامة المسلمين للالتفاف حول قضاياهم المصيرية لترجع الأمة بالفعل جسدا واحدا كما قال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”“.
وفيما يتعلق بمعيار الجماعة في انتقاء “قضايا الأمة” والتفاعل معها، أشار أرسلان إلى أن “تقدير الأولويات والاستطاعة والإمكانيات التي تتوفر عليها الجماعة” تعد من المفاتيح الأساس في التفاعل.
واسترسل موضحا أن الأمة اليوم تتعرض لمحن كثيرة ومتنوعة وتكاد تكون يومية، فلكي نستطيع أن نجاري هذه القضايا كلها ونتفاعل معها جميعها سيكون الأمر فوق الطاقة والاستطاعة. ففي بعض الأحيان نتفاعل مع بعض القضايا ونشعر أن قضايا أخرى تستحق كذلك الوقوف معها ولكن ليس في الإمكان أبدع مما كان كما يقال، ليس استصغارا للقضايا الأخرى أو من باب التمييز ولكن من باب التقدير الذي تحكمه الأولويات والاستطاعة والإمكانيات.
ويرى الناطق الرسمي أن الندوة هي نموذج لما يمكن أن يقدمه كل اتجاه أو هيئة أو حركة مهتمة بالتضامن مع الشعوب المستضعفة، لاعتبار أنها إسهام من هذه الإسهامات، لذلك فهي مرت في ظروف جيدة وهي ناجحة والحمد لله.
يذكر أن الجماعة في إطار فعاليات الذكرى الأربعين لتأسيسها، نظمت ندوة مباشرة بعنوان: “قضايا الأمة عند جماعة العدل والإحسان فكرا وممارسة”، يوم السبت 26 نونبر 2022 وأطرها كل من الأستاذ محمد حمداوي عضو مجلس إرشاد الجماعة ومسؤول علاقاتها الخارجية، والأستاذ عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة ورئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إضافة إلى الدكتورة حسناء قطني أستاذة جامعية وعضو أمانة الائتلاف النسائي العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وأدارت فقراتها الأستاذة مصطافي حسنة. ونقلت مباشرة في قناة الشاهد، وبوابة جماعة العدل والإحسان، وهي ثاني ندوة في سلسلة الندوات المقرر تنظيمها طيلة مدة التخليد، بعد ندوة: “جماعة العدل والإحسان بعيون الآخرين”، التي نظمت يوم السبت 5 نونبر 2022.