أعادت قناة الشاهد الإلكترونية نشر سلسلة “حديث القلب” التي سبق أن أجرتها مع الداعية المعتقل الدكتور محمد باعسو، وفي الحلقة التي بين أيدينا يتحدث عن أثر الذنوب على الفرد والمجتمع.
وقد قدم باعسو لحلقته بالقول إن ربنا الكريم “طلب منا أن نمشي في طريقه، أن نعظمه، أن نستحي منه، أن نخاف منه، أن نفر إليه، أن تكون قلوبنا وجوارحنا معه سبحانه وتعالى”، غير أن “النفس الأمارة بالسوء تحول بين الإنسان وبين طريق الله سبحانه عز وجل، والشيطان الذي هو العدو اللدود للإنسان.. أقسم بعزة الله عز وجل أن يحول بيننا وبين سلوك الطريق المستقيم، قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين ولَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، فحين تتحالف هذه النفس مع الشيطان يصبح الإنسان في حيرة من أمره، بعيدا عن ربه الكريم”.
وتطرق المتحدث إلى أحد الأمور التي تحجبنا عن مولانا سبحانه عز وجل وهي الذنوب؛ “فالذنوب حجاب عن المحبوب”، وأوضح أن “هذه الذنوب لها أثر وتجليات ومظاهر على الإنسان والمجتمع”.
من أثرها على الفرد أنها:
– “تتسبب في الحرمان من العلم، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ، عندما تكون قلوبنا وسرائرنا مع الله سبحانه عز وجل يسخر الله لنا كل شيء؛ يفتح لنا الأفهام والأذهان، فيبدأ الإنسان في الفهم عن الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما يقترف المعاصي والذنوب يحرم من العلم خصوصا العلم بالله، العلم النافع في الآخرة”.
– الحرمان أيضا من الرزق، جاء في الأثر: “إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”.
– تعسير الأمور، وظلمة القلب. قال ابن عباس رضي الله عنه: “إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظُلمة في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبُغضة في قلوب الخلق”…
– الإنسان الذي يقترف المعاصي يكون أهون على الله، لأن قيمة الإنسان في علاقته بالله سبحانه وتعالى، والمعصية تورث الذل.
وهذه التجليات تتعدى الفرد إلى الغير، يقول باعسو، مستشهدا بالأثر عن مجاهد رحمه الله تعالى: “أنَّ البهائمَ تلعنُ عصاةَ بني آدمَ”، إضافة إلى أن السيئة تجر السيئة، وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا.
ليختم الداعية -المعتقل على خلفية انتمائه لجماعة العدل والإحسان- حلقته بالتضرع إلى الله تعالى “أن يبعدنا عن المعاصي والذنوب، وأن يصلح حالنا”.