بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين، القائل: أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه
العدل والإحسان
الدائرة السياسية
القطاع النقابي
بيـان فاتح مــاي 2015
تخلد القوى العاملة في ربوع العالم ذكرى فاتح ماي هذه السنة، وعنوانها الأبرز هو الحيرة الشاملة والإحباط العام من إمكانية إصلاح أعطاب المنظومة المستكبرة ثقافة، المتوحشة اقتصادا، المفلسة أخلاقا وقيما. ومع ذلك تظل هذه المناسبة فرصة لاستلهام نماذج ممن قاوموا القهر وصمدوا أمام الجشع وسلّموا أرواحهم من أجل كرامة وحرية حالت بينهم وبينها أنظمة شمولية استنزفت خيرات البلاد ومدخرات العباد.
وفي دويلات العرب يأبى حكامنا إلا أن يسيروا بشعوبهم على سنن من كانوا قبلهم من الأمم المتناحرة فينفقون بإسراف من أموال الأمة ليصدّوها عن سبيل وحدتها وخيريتها الموعودة بإذن الله الغالب على أمره.
أما في المغرب، فالحكم لازال وفيا لتقاليده في إضعاف حلفائه قبل خصومه، لكي يخلو له المجال العمومي للعبث بحقوق الشعب المنهك، وتشتعل الحرائق في الأسعار وفي مرافق الدولة بل وتحترق حتى أجساد الشبيبة البريئة ولا يتحرك من بيدهم الأمر لوقف نزيف السياسات الخرقاء. وكأن الحكم قد عقد العزم على إدخال هذه الأمة إلى المجهول الذي يتولد عن اليأس وعن الإحباطات المتتالية التي تنذر بانفجار وشيك لن تنفع معه سياسة العصا الغليظة أو تكتيكات التنفيس والاحتواء.
أخي العامل، أختي العاملة،
يخلد معكم القطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان هذه المناسبة العمالية بعد أن واكب معكم سنةً تميزت، بالتمادي في الإجهاز على الحقوق المادية والمعنوية للعمال، وبالاستمرار في استنزاف جيوب الأجراء والمستضعفين بالاقتطاعات والزيادات العبثية، ورصَد معكم مرارة الواقع العمالي الذي يزيد من احتقانه نشاط المخزن المحموم في الحد من فعالية الإطارات الجماهيرية حتى لا تلعب سوى أدوار الضبط الاجتماعي بدل توجيه القوى العاملة إلى مصدر الأعطاب ومنبت الفساد والاستبداد.
وإننا في هذه اللحظات الدقيقة التي يمر منها شعبنا، وفي ظل هذه الردة التي تعمل بنشاط لمصادرة الحقوق والمكتسبات التي راكمها العمال والموظفون من خلال نضال وصمود الأجيال المتعاقبة، نعلن ما يلي:
1. تنديدنا بالتضييق على الحريات النقابية وبالسياسات التفقيرية للأسر المغربية التي تنهجها الحكومة بتوجيه ممن انتدبها وخدمة لأجندة الجشع والفساد دون اعتبار لواقع الدخل ومتطلبات العيش الكريم؛
2. انحيازنا المبدئي إلى صفوف من طالهم مسلسل التعطيل والطرد والتهميش والتفقير من أبناء وبنات هذا الوطن المكلوم؛
3. دعوتنا الحركة النقابية بمختلف فعالياتها إلى الاضطلاع بدورها في الدفاع عن حقوق الأجراء ومكتسباتهم وإنضاج شروط الجبهة النقابية والوحدة النضالية الكفيلة بتحقيق مجتمع الكرامة والعدالة الاجتماعية؛
4. مساندتنا للجمعيات الحقوقية التي تتعرض لحملات منظمة للتصفية والتهميش المجتمعي؛
5. مواساتنا الصادقة للأسر المكلومة جرّاء الحوادث الأخيرة في كثير من مناطق مغربنا الحبيب؛
6. استنكارنا الشديد للحروب القذرة التي تشتعل بالوكالة وتتأجج في كل من اليمن وسوريا وليبيا، وفي فلسطين العزة.
حفظ الله أمتنا من كل مكروه وحقق لها سبل العزة والخيرية.