جرح عميق عمق المأساة التي يعيشها إخواننا وأخواتنا هناك على مسمع ومرأى من العالم، عالم تعددت فيه مفاهيم الحرية والكرامة الإنسانية، وانقلبت فيه موازين الحقوق، فإن كنت من أهل القوى العظمى فميزانك راجح وحقوقك محفوظة، حريتك مكفولة، عيشك كريم، مستقبلك بين يديك ميسر يسير، وإن كنت غير ذلك فلا شيء لك، لا حقوق ولا كرامة ولا مستقبل بل قد يعاد النظر في إنسانيتك.
فلا غرابة في الأمر إذا كان المسلم يعيش هذا الظلم وهذا الحيف في وطنه وبين أهله وعشيرته على يد المستبدين من بني جلدته ليكون كل ذلك ضوءا أخضرا كي تنتهك حرمته وتستباح دماؤه وتستعمر أوطانه في كل مكان.
مأساة بورما ما هي إلا مرآة يرى العالم الإسلامي نفسه من خلالها إن كانت له أعين ليرى بها.
مأساة يفهم من خلالها من هو؟ وما قيمته؟ وما وضعه بين الأمم إن كان له عقل يعقل به؟.
مأساة نسأل الله أن تحيي رحمة ماتت في قلبه، قتلها حب الكراسي وضوء الكاميرات والمصالح والأنانيات.
يا مسلمين إن أعراضكم تنتهك، أولم تستبح حرمة أخواتكم وأمهاتكم في بورما؟!! …
يا مسلمين إن حقوقكم في حرية الاعتقاد والتعبد تداس من خلال قتل إخوانكم لا لشيء إلا لأنهم يشهدون أن لا إلاه إلا الله و أن محمدا رسول الله.
يا مسلمين إن الله مبتليكم لينظر ماذا أنتم فاعلون، فأروه من أنفسكم خيرا ولو بالدعاء والموقف الجريء الذي يقول للظالم إنك ظالم فذلك أفضل الجهاد عند الله.
لك الله يا بورما، لكم الله يا إخواننا وأخواتنا في بورما، والله ما يهون علينا إلا أن ما يقع إنما هو تحت عين الله وبإرادته حيث أراد أن يتخذ منكم شهداء في هذا الزمان،
فاللهم ارحم شهداءهم واجعل ما يلقاه أحياؤهم بردا وسلاما عليهم واجعل أفئدة من المؤمنين الصادقين تهوي لنصرتهم بكلمة الحق، والموقف الحق وأيدهم بجنود من عندك واجعل كيد أعداء الأمة في نحورهم فإنك عليهم قادر يا ذا القوة المتين.
اللهم آمين اللهم أمين
بورما جرح من جراح الأمة النازفة
نشر بتاريخ
نشر بتاريخ