استمرارا للبرنامج النضالي التنديدي بالاعتقال التعسفي والمحاكمة المطبوخة التي تطال أحد قيادييها، وتحت شعار “لنجعل من رمضان شهر الانتصار للمظلومين”، نظمت جماعة العدل والإحسان بمكناس يومه الجمعة 24/03/2023 بساحة مسجد الشهداء وسط حي البساتين، وقفة احتجاجية حاشدة.
وعرفت الوقفة حضورا نوعيا من الحقوقيين والهيئات الداعمة والفضلاء والرافضين للاعتقالات السياسية التي تطال المعارضين بوطننا الجريح.
ورفع المحتجون شعارات قوية نددت بالاعتقال السياسي، وبسياسية الهروب إلى الأمام التي ينهجها النظام المغربي في حل الأزمات المتراكمة؛ من غلاء واحتقان اجتماعي وسياسي غير مسبوق. ولم يفتهم التنديد بالغلاء المهول الذي يكتوي بلظاه الشعب في كل ربوع المغرب.
وفي ختام الوقفة، ألقى القيادي بالجماعة اسماعيل حمداوي كلمة معبرة وموضحة لحيثيات الاعتقال، وعرّف بالدكتور المعتقل محمد أعراب باعسو وبخصاله ومواقفه، وأكد على عزم أعضاء الجماعة على استمرارهم في النضال والصمود بجانب شرفاء هذا الوطن حتى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس عقدت أول جلسة لها في ملف الدكتور محمد باعسو، يوم الثلاثاء المنصرم 21 مارس 2023، وقررت تأجيل الملف إلى جلسة 02 ماي 2023 من أجل “إعداد الدفاع واستدعاء المطالبة بالحق المدني ومصرحة المحضر”.
وحضر باعسو مؤازرا بعشرات المحامين من مختلف هيئات المغرب، والذين طالبوا بالإفراج المؤقت عنه لوجود كافة ضمانات الحضور، المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية، وهو ما لم تستجب له هيئة الحكم انسجاما مع طبيعة الملف المعد على مقاس الانتقام السياسي.
يذكر أن الدكتور محمد أعراب باعسو من أبرز قيادات جماعة العدل والإحسان بمدينة مكناس، اعتقلته السلطات بتهم مفبركة ليلة الإثنين 31 أكتوبر 2022، ومارست ضغوطات على زوجته من أجل توقيع التنازل، وهو ما رفضته لأنها تعرف هي وكل من له صلة بالمعتقل أنه بعيد كل البعد عن فعل قبيح من قبيل “الخيانة الزوجية”، مما دفع أصحاب السلطة إلى فبركة تهمة أخطر هي “الاتجار بالبشر”. ليتم عرضه على الوكيل العام للملك يوم الخميس 3 نونبر، والذي قرر عقد الجلسة الأولى للتحقيق التفصيلي يوم الخميس 10 نونبر. ومنذ ذلك التاريخ والملف يعرف التأجيلات والمماطلات ليمضي الرجل أزيد من أربعة أشهر وراء القضبان، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إحالة الملف على غرفة الجنايات.