العيد كما يريده ربنا

Cover Image for العيد كما يريده ربنا
نشر بتاريخ

ويوافينا هلال شهر شوال مؤذنا بنهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك، عيد يحمل معاني الفرح بالله وبتوفيقه أن من علينا بإتمام شهر الصيام والقيام والطاعات.

شهر واحد في السنة يتغير فيه إيقاع سير حياتنا الروحية والمادية ويجتهد فيه كل واحد منا حسب طاقته بشتى أنواع الطاعات والقربات وعلى رأس سنامها الاحتفاء بكتاب الله فهو شهر القرآن وفيه نزل، نعمة عظمى ورسالة إلاهية سماوية تلقي بظلالها الوارفة على حياتنا المادية لمن انقطع إليه مستغرقا في آياته الكريمة ناهلا من معانيه ومستطيبا العيش في كنفه، وبذلك تستعيد حياتنا توازنها ووسطيتها وفلاحها وقرارها واستقرارها.

ورمضان كذلك هو شهر الصيام والامتناع عن المباحات في باقي الأيام، جهد واجتهاد يكسب الروح استقامتها إن كان عالم المادة قد طغى عليها ويجلي معدنها الأصلي التواق إلى ربه وخالقه.

وهو كذلك شهر القيام بين يدي المولى والتهجد والدعاء، عل وعسى تصيبنا نفحة علوية تعطي لحياتنا معناها وتخرجنا من الكدر والضنك إلى رحابة الحياة الطيبة المطمئنة في كنف الله.

وهو كذلك شهر اختص بليلة خير من ألف شهر وبركة موافقتها تعظم العمر كله؛ ليلة القدر وما حباها المولى من معاني ربانية تتلاقى فيها السماء بالأرض، فتتنزل الملائكة تترى تبارك قلوب المحبين المتبتلين الأواهين هدية ربانية لأهل القرب والتوفيق.

وهو كذلك شهر الكرم والجود والعطاء المسترسل، عطاء من لا يخاف الفقر، عطاء هو أس الحياة وأساسها لمن فهم عن الله.

معان عظيمة تحتاج قلوبا مؤمنة طاهرة مستعدة لتلقي فيوضاتها والانتفاع ببركاتها في سير حثيث نحو خالقها وبارئها، وتستوجب تتويجا في آخر هذا الشهر الكريم عيدا مباركا كريما يترجم معاني الفرح بنعم الله وفضله، والشكر للمولى على هذه الرحلة الربانية التي تشع بأنوارها على أرواحنا فتضيء منها الجنبات وتعيد إليها صفاءها ورونقها.

عيد هو كذلك هدية ربانية لمن يقدر رمضان المعظم حق قدره، ولا أقل من أن نحسن وداعه مظهرين أعلى معاني الفرح والابتهاج، مظاهر تلبس يوم العيد، ثوبا قشيبا معبرا عما يخالج صدورنا ويعتمل فيها من الامتنان للمولى عز وجل، حيث تكتسب كل تفاصيل يوم العيد جمالية خاصة تليق به وتشع بأنوار المحبة والبهاء والذوق الرفيع على حياتنا الاجتماعية، وبذلك نكون خير أمة أخرجت للناس.