العشر الأواخر

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ذكر ابن جرير رحمه الله أنهم كانوا يغتسلون في كل ليلة من ليالي العشر.. تعظيما لهذه الليلة وتوقيرا لها.

قال الوراق: سميت ليلة القدر لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، على لسان ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.

وقال الفخر الرازي رحمه الله: إن الله أخفى هذه الليلة لوجوه؛ أحدها أنه أخفاها كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي حتى يحترزوا عن الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة..

أحبتي، ها قد أقبلت العشر الأواخر، فأوائل من الخلق وأواخر، وقد يأتي متأخرا ذلك المدد، فيتقدم بالانكسار متضرع متبتل فيكتب من الأوائل.

الصدق يا صاح قدم لمن فاته الركب فسارع شوقا، واحترق حبا، وتحركت الجوارح طوعا أو كرها، فالحب غالب لا مغلوب.

رزقنا الله اشتهاء الطاعات، وجعل لذتنا في مراده، وطِلبتنا ما اختاره لأصفيائه.