تفاعلت عشرات الصحف الدولية مع واقعة مقتل الشاب محسن فكري، الذي راح ضحية استبداد الدولة المخزنية وفساد إدارتها، وحكرة سلطاتها.
قناة الجزيرة الفضائية اختارت هذا الحادث ضمن أبرز الأحداث العربية والعالمية، التي ستتناولها في الحلقة الأولى لبرنامجها الجديد “سباق الأخبار”، كما سبق لموقع القناة أن تناول خبرا عن مقتل فكري بعنوان محسن فكري المغربي المطحون)، جاء في مقدمته بائع سمك مغربي، صار اسمه أشهر من نار على علم حينما أثار موته بطريقة مأسوية سحقا بشاحنة لجمع النفايات في مدينة الحسيمة، موجة كبيرة من الحزن والغضب في مناطق مغربية عدة).
وتعاطت وسائل إعلام دولية شهرية مع الواقعة، فصحيفة ذي تلغراف البريطانية قدمت مقارنة بين الاحتجاجات التي نشبت بعد مقتل فكري، بسبب انتهاكات رجال الشرطة، وتلك التي اندلعت في تونس سنة 2010 على خلفية إحراق أحد المواطنين لجسده بسبب الظلم الذي تعرّض له، وساهمت بشكل مباشر في انطلاق شرارة الحراك العربي، واعتبرت أن مقتل فكري قريب من سيناريو محمد البوعزيزي في تونس، الذي صارا رمزا لمحاربة البطالة وانتهاكات رجال السلطة.
من جانبها تناولت وكالة الأنباء الفرنسية الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن حيث ذكرت في قصاصة لها احتشد المئات مرددين شعارات تفيد بأن محسن فكري قتل وأن المسؤول عن ذلك هو المخزن، وهو تعبير يشير إلى بنية السلطة في المغرب، كما يحمل دلالة مفهوم الدولة العميقة).
فيما كتبت صحيفة لوموند الفرنسية أيضا، في مقال عنونته بـمقتل بائع سمك في عملية أمنية يصدم المغرب)، أن الآلاف احتشدوا في ساحة الحسيمة، بعد دفن محسن فكري، مرددين شعارات قوية من قبيل مجرمين قتلة إرهابيين).
بينما أوردت جريدة آخر ساعة البلجيكية في مقال عنونته بـالوفاة المؤلمة لبائع سمك تشعل المغرب)، إلى أن أفواجا بشرية اجتاحت عددا من مدن المغربية، حيث رفعت شعارات من أبرزها: مرحبا بكم في كوب 22 هنا نطحن البشر).
أما الصحيفة الأكثر شهرة عالميا نيويور تايمز الأمريكية فأشارت إلى أن محسن فكري تحول إلى رمز للاحتجاج والانتفاض ضد الحكرة، كما هو الشأن بالنسبة للبوعزيزي في تونس).
ونختم هذه الجولة بين الصحف العالمية بتقرير حمل عنوان محسن فكري بين صراع “الكرامة” وذل “القمامة”)، كتبته صحيفة هافينغتون بوست المعروفة عندما تختلط دماء إنسان بعصير الليكسيڤيا ذي الرائحة النتنة، الناتج عن الأزبال المتجمعة والمشبعة بشتى أنواع الجراثيم والبكتيريا يجثم على العقل والروح نوع من القلق الممزوج بالعبث)، مضيفة إلى أن محمد البوعزيزي آخر يموت لنفس الأسباب، الظلم والذل، لكن بطريقة مختلفة، بأبشع الطرق: الحرق والطحن كلحم رخيص مفروم، أو مشوي سيؤكل، ويكون مآله مجاري الصرف الصحي التي تصب في البحر ليصير مآله أفواه الأسماك مرة أخرى).