أوصى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله بشهر شعبان مذكّراً بأفضاله، وذلك بإيراد أحاديث نبوية حول فضائل الأعمال، توجد بكتب أئمة الحديث كالبيهقي وابن ماجه رحمهم الله جميعاً. وهي الأعمال التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وندبنا للمسارعة في السعي إليها والعمل بها.
وفي المجلس الذي انعقد يوم الأحد 04 شعبان 1425هـ/19 شتنبر 2004م، والذي أعادت بثه قناة بصائر الإلكترونية، أورد الإمام حديثاً أخرجه البيهقي عَنْ سيدنا مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَطَّلِعُ اللَّهُ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
وأوصى الإمام أن يطلّع كل منا على ماضيه وليعتبر بلطف الله في معاملته وحكمته في تدبيره، فلولا أن تداركه نعمة الله ورحمته لكان من المهلكين. والمفلح من اغتنم مواسم الخير وحرص عليها، من صلاة وصدقة وذكر لله عز وجل وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتصحيح للقصد والنية في حين.
وعندما نقرأ كلام الله عز وجل الذي لا نهاية لحكمته ولأسراره وبيانه ولمعانيه، دوماً ما نصرفه تجاه أنفسنا ونسائلها، ما الذي فهمت منه وما الذي يعنيني أنا منه؟ يقول رحمه الله.
واسترسل في شرح الحديث قائلاً أن المُشاحِن هو عند علماء اللغة صاحب البدعة المفارق للجماعة، أي متكبر محتقر للمسلمين، وهو من امتلأ قلبه بالبغضاء والحسد والكراهية لإخوانه والناس، وساوس شيطانية نعوذ بالله منها.
وشهر شعبان موسم للاستغفار والعزم على ترك الشحناء، والتقرب من المؤمنين والتعاون على الخير جميعا. ومن كان بينه وبين أخيه شحناء -ومن كانت بينها وبين أختها بغضاء- فليسارع لرأب الصدع عسى الله أن يرفعهما ببركة هذا الشهر العظيم.
وأضاف الإمام حديثاً عن الطبراني في نفس المعنى عن أبي ثعلبة رضي الله عنهم مرفوعاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَطَّلعُ اللهُ إِلى عِبادِهِ لَيلةَ النِّصفِ مِن شَعبان فَيَغفِرُ لِلمؤمِنينَ وَيُمهِلُ الكافِرينَ وَيَدَعُ أَهلَ الحِقدِ بِحِقدِهِم حَتى يَدَعوهُ».
ودعى الإمام المومنين أن يمحوا أي حقد كان في نفوسهم للأهل أو للأصدقاء أو الجيران أو الناس أجمعين، وليسارع المؤمن للصلح فإن الموت محيط بكل ذي نفس، وصيام هذا الشهر سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَايُفْطِرُ! وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ! وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُه أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ».