شهدت مدينة الدار البيضاء فضيحة مدوية تمت وقائعها داخل حافلة للنقل العمومي، حيث قام شباب مراهقون بمحاولة اغتصاب جماعي لفتاة على مرأى ومسمع من الجميع، ووثق هذه الواقعة المخلة بالأخلاق والأدب أحد المتورطين عبر تصوير شريط فيديو تم بثه على الأنترنت،
لتهتز مواقع التواصل الاجتماعي على إثر هذه الحادثة البغيضة، مستنكرة هذه السابقة الخطيرة ومطالبة بتشديد العقوبة على مرتكبي هذه الفظاعة، وقد صرحت والدة الضحية أن الفتاة تعاني من تخلف عقلي جعلها عرضة لمثل هذه التحرشات والاستغلال الجنسي، وأن الشبان ينتمون إلى نفس الحي السكني للضحية.
وإننا إذ نستنكر هذا الفعل المقيت نتساءل عن سبب انعدام الأمن الذي من آكد واجباته هو حماية المواطن، كيف غدا هتك الأعرض واستباحة الدماء أمرا هينا تتناقل أخباره وسائل الإعلام ويعاينه المواطنون يوميا؟!! وماخفي أعظم، في غياب مقاربة أمنية قادرة على مكافحة حالات التسيب التي نشهدها من سرقة، قتل، اغتصاب…
وقد عبرت القيادية حفيظة فرشاشي عضو الهيأة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان عن إدانتها للاغتصاب الجماعي العلني الذي طال الفتاة، حيث دونت على صفحتها الفيسبوكية: “فعلا أدغال إفريقيا هي من تليق بما يراد بهذا البلد وبمشاهد الإجرام التي تصب علينا صبا أفظعها اغتصاب جماعي لفتاة في حافلة نقل عمومية والأمن أريد له أن يكون مغيبا لا يشتغل إلا في ضرب الشرفاء.
إننا نعيش تحت رحمة الوحوش، تكالبوا علينا من أعلى الهرم وأسفله لنركع ونجثوا على الركب ونسجد لجلادينا، الفساد والاستبداد ملة واحدة تعيث جورا وانحطاطا في البلاد والعباد.
ما يقع هو نتيجة سياسات همجية ممنهجة لترهيب شعب وإذلاله وليس فلتات استثنائية، وما ضرب الحق في تعليم في المستوى إلا أحد هذه الوجوه.
إنه القاع…”.
كما دونت المسؤولة عن القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان الأستاذة أمان جرعود على صفحتها الفيسبوكية: “ليس عبثا ولا صدفة أن ترتفع وثيرة الاجرام في الآونة الاخيرة تلك في اعتقادي وسيلة لتسريب الإحساس بالحاجة للأمن كأولوية عوض الاهتمام بمطالب أخرى….. وإذا رغبت أيها المواطن في الأمن اقبل الاستبداد والزم الصمت……لكن أن يصل الإجرام حد اغتصاب فتاة على مرأى ومسمع من الناس والجرأة على تصوير الواقعة في سادية مرضية مقيتة فتلكم الطامة.
لقد أصبح المجتمع المغربي وللأسف قادرا على تخريج الأعطاب والأمراض والانحرافات السلوكية والأخلاقية باحترافية عالية حتى غدت مظاهر الإجرام والانفلاتات الأمنية ظاهرة يومية نكتوي بلظاها. لكن لنعترف أن هذه الأعطاب من تلك…..الرشوة والفساد والظلم والحكرة والتفقير والتجهيل……..أعطاب حتما ولا بد ستؤدي لمظاهر الإجرام التي تصفعنا كل يوم.
حينما تغتصب حرية المواطن وكرامته ورزقه ……يصبح اغتصاب الجسد تحصيل حاصل.”
أليس من الأجدى عوض تسخير كل الأطياف والتلاوين الأمنية لمنطقة الريف من أجل تكميم الأفواه وإسكات الأصوات المناشدة للتغيير والإصلاح ، التصدي ومحاربة هؤلاء الوحوش الذين تنصلوا من كل الصفات الإنسانية؟!!
اغتصاب جماعي علني …اغتصاب للكرامة ووأد للأمان
نشر بتاريخ
نشر بتاريخ