أوطم: لا عفو عن الذين يعبثون بمستقبل الطلاب.. ويستمر النضال

Cover Image for أوطم: لا عفو عن الذين يعبثون بمستقبل الطلاب.. ويستمر النضال
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمان الرحيم

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

الكتابة العامة للتنسيق الوطني

لجنة الإعلام والتواصل

بلاغ الدخول الجامعي 2012/2013

فتحت الجامعة المغربية أبوابها ورياح التغيير في الأمة لما تهدأ بعد، شعوب تتسابق إلى الحرية تباعا، باعثها في ذلك الأمل في الانعتاق من ربقة أنظمة متحكمة مستبدة بالسلطة والثروة والجاه. أنظمة تصادر حقوق شعوبها المشروعة بكل الوسائل وإن لزم الأمر كما هو الشأن في سوريا الأبية مجازر ومذابح فظيعة، وسائل أثبتت الأحداث المتتالية عجزها إسكات حركة مجتمعية عميقة اعتبر الشباب محركها المتجدد وساهمت الحركات الشبابية والطلابية فيها مساهمة متميزة فكرا وحركة.

أما في المغرب، فيستمر الحراك الشعبي على أكثر من صعيد واستمرار مسلسل الالتفاف على مطالب الشعب المفقر المقهور، هذا المسلسل الذي بدأت تنفضح حلقاته باعترافات رسمية بينت بالواضح والملموس أن الحكومة الحالية لا تستطيع النسج إلا على منوال من سبقها في التعاطي مع الملفات المصيرية للشعب ومن أهمها ملف التعليم.

ينطلق هذا الموسم بعد صيف حار من “المبادرات الخسيسة والتراجعات”، حاكها صناع القرار لجس نبض الشارع المغربي في العديد من القضايا المصيرية، فمن حديث عن ضرب مجانية التعليم إلى الحديث عن المذكرة التي أوكل فيها للداخلية “تدبير” الدخول الجامعي وملف العنف بالجامعة وغيرها من الإرهاصات الدالة عن المقاربة البوليسية في التعاطي مع الجامعة. وبين هذا وذاك اعتراف رسمي بفشل الميثاق الوطني للتربية والتكوين كنظام تعليمي بعد عشر سنوات ونيف من التخبط دون تحديد للمسؤوليات ولا كشف لحجم التبذير الذي واكب المشروع المكشوف، مشروع كانت حصيلته بامتياز رداءة خدمات الأحياء الجامعية وسوء تدبير إداري واختلالات بالجملة في ميزانيات بعض الجامعات وقصور علمي ومعرفي جعل الجامعات المغربية في أذيال التصنيفات العالمية والإفريقية للأسف، منها مقارنة اليونيسكو الإحصائية لسنة 2011 التي صنفت التعليم بالمغرب في أدنى الدرجات وراء بلدان إفريقية لا تتوفر على عُشر مؤهلاته: مالاوي وبورندي وتانزانيا وبنين وجيبوتي وإثيوبيا. حصيلة اكتفت الوزارة فيها بالتلبيس والتدليس الإعلاميين في عجز تام عن اتخاذ قرارات جريئة هي من صميم مسؤولية من يتصدى لتدبير الشأن العام.

لقد ألبس الساسة المهزومون فرارهم من المحاسبة لبوسا دينيا في غير محله ولا ظروفه تحت يافطة الآية الكريمة “عفا الله عما سلف”.

لا عفو عمن عبث وضيع مستقبل الطلاب

إن فشل المنظومة التعليمية وما خلفه من عبث بمصائر أجيال من أبناء الشعب ليستلزم بعد تفعيل المحاسبة وتحديد المسؤوليات، القطع مع التدبير الأحادي للأمور، وما يرفقه من تهميش الطاقات وإقصاء للمبادرات والاقتراحات، ومحاربة ذوي الغيرة من خبراء الميدان ومقاربة التعليم مقاربة سياسوية تطيل عمر الاستبداد. وما التعليم إلا نموذجا لعمق الأزمة المجتمعية التي تحيط بنا جراء الاستبداد بالقرار والسلطة وتوجيههما لخدمة لوبيات الاستكبار المحلي والعالمي.

إننا في الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب سجلنا خلال الدخول الجامعي في كل جامعات المغرب استمرار ظاهرة التزايد المهول للمقبلين على الجامعة في ظل غياب الحلول الجدرية لما سجل سلفا من ظواهر الاكتظاظ والهدر المدرسي وقلة الأطر وضعف الميزانيات المرصودة للتعليم عموما والبحت العلمي خصوصا…. وكلها تجليات سوء التدبير وغياب الإرادة الحقيقية في الرقي بالمدرسة المغربية والاستجابة لمطامح دافعي الضرائب. كما سجلنا بإكبار وإجلال تفاني مناضلي الاتحاد في توجيه وخدمة الطلاب والنضال ضد كل ما من شأنه الالتفاف على حقوقهم كالزيادة في رسوم التسجيل أو حرمان الطالب من حقه في التعليم وغيرها. كما أننا بهذه المناسبة نعلن للرأي العام ما يلي:

– رفضنا الالتفاف على مطالب الشعب واصطفافنا إلى جانب القوى المناضلة في المجتمع حتى تحقيق مجتمع الحرية والعدل.

– تضامننا اللامشروط مع جميع الشعوب المناضلة من أجل التحرر من جميع أنواع الاستعمار، وفي مقدمتها الشعب السوري والشعب الفلسطيني والأقليات المسلمة في ميانمار وغيرها.

– دعوتنا صناع القرار في هذا البلد إلى العمل الجدي لإعداد نظام تعليمي عصري تشرك فيه كل مكونات الجامعة ويستجيب للمقاييس الأممية في المجال.

– رفضنا المطلق للمذكرة الأمنية الموقعة حديثا مع وزارة الداخلية، وتأكيدنا بأن مقاربة ملف العنف بالجامعة يجب أن تكون -كما أوضحنا في أكثر من مناسبة- شمولية بعيدا عن مقاربة العنف بالعنف، وتأكيدنا على الحوار كمدخل للحل.

– دعوتنا الوزارة الوصية إلى الالتزام بالرشد وفتح حوار مستعجل مع القيادة الطلابية المنتخبة لمدارسة مطالب الطلاب وحل مشاكلهم.

– عزمنا الاستمرار في النضال بكل أشكاله المشروعة احتجاجا على العبث الممنهج بمستقبل الأجيال وطلبا لتحقيق المطالب إن لم ترقى الوزارة الوصية إلى المستوى المطلوب في التعامل مع قضايانا العادلة والمشروعة.

وما ضاع حق وراءه طالب.

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

الكتابة العامة للتنسيق الوطني

لجنة الإعلام والتواصل

18 شتنبر 2012

www.unem.net