يستطيع من كان في جاهلية جهلاء فمن الله عليه بالإسلام والتوبة أن يَعتبر إسلامه وتوبته ميلادا جديدا. ثم لا يكون قوله: وُلدتُ ولادة ثانية إلا كلاما مجازيا. أما من ولدت روحانيته وأنشأه الله عز وجل النشأة الثانية التي يكون بها الولي وليا فحديثه عن الميلاد الجديد، وعن أبوة شيخه، وعن سلسلة آبائه الروحيين حقيقة أقوى في عالم المعنى من النسب الطبيعي والانتسال الجسمي.وحتى إن شب الولي عن الطوق واتصل حبله بقرب الله عز ووجل وبروح رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا ينسى آباءه في الروح أبدا. وكيف ينسى الأحرار فضلَ من جعلهم الله رحمة ورحِما!
الإمام السرهندي مجدد الألف الثانية يتحدث بنعمة ربه عليه بما يشبه الدعوى، وليس عند مثله من الكاملين مكان لأية دعوى، إذْ صح لهم التعامل الصريح مع الله عز وجل، فما لرأي الخلق عندهم من وزن، صدّقوا أم كذبوا، رضُوا أم سخطوا.
... المزيد...