سور إسرائيل غير العظيم وعقلية الجيتو
استمرار حكومة إريل شارون في بناء ما يعرف بالجدار أو السور الواقي، بمحاذاة خطوط الفصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عامي 1948 و1967، يمثل تعبيرًا بليغًا عن الفارق بين عالمين ومنظورين للصراع الصهيوني العربي وكيفية التعامل معه.. فهناك عالم الصهيونية وإسرائيل الذي يقرن القول بالفعل، النظرية بالتطبيق، وعالم عرب التسوية السياسية والبحث عن حل الخلاص بأي ثمن، المستغرق في التناظر والجدل الصوري حول جزئية هنا وأخرى هناك من آلاف الجزئيات التي تدور حولها هذه التسوية (مثل عدد المطلوب إطلاق سراحهم من أسرى المقاومة الفلسطينية وفقًا لخريطة الطريق، ثم إلى أي فصيل سوف ينتمي هؤلاء، إلخ هذا إسرائيل الصهيونية بدأبها على بناء السور، تكرس خطًّا من الإسمنت والحديد والكهرباء والنار في جوف الأرض الفلسطينية، وليس على الرمال التي تذروها الرياح. فيما قافلة الكلام العربي الفلسطيني تصرخ وتحذر وتلقي باللائمة، وأحيانًا يطيب لها استنزال اللعنات بلا جدوى ... المزيد...