على ضفاف آيات (12).. “مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اُ۬للَّهِۖ وَالذِينَ مَعَهُۥٓ…”

Cover Image for على ضفاف آيات (12).. “مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اُ۬للَّهِۖ وَالذِينَ مَعَهُۥٓ…”
نشر بتاريخ

الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود، وزيّن الدنيا ببعثة خير مولود، أشهد أن لا إله إلا هو الغفور الودود، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله عظيم الجود، زكي الجدود، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه صلاة ما لها حصر ولا حدود.

يقول ربّنا عزّ وجلّ: مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اُ۬للَّهِۖ وَالذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى اَ۬لْكُفّ۪ارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْۖ تَر۪يٰهُمْ رُكَّعاٗ سُجَّداٗ يَبْتَغُونَ فَضْلاٗ مِّنَ اَ۬للَّهِ وَرِضْوَٰناٗۖ سِيم۪اهُمْ فِے وُجُوهِهِم مِّنَ اَثَرِ اِ۬لسُّجُودِۖ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِے اِ۬لتَّوْر۪يٰةِۖ وَمَثَلُهُمْ فِے اِ۬لِانجِيلِ كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَو۪يٰ عَلَيٰ سُوقِهِۦ يُعْجِبُ اُ۬لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ اُ۬لْكُفَّارَۖ وَعَدَ اَ۬للَّهُ اُ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةٗ وَأَجْراً عَظِيماٗۖ (29)[الفتح‏:‏ 29].

هذه الآية جاءت مسك ختام لما سبقها من ذكر أحداث عظام جسام. جاءت كإشراقة الصباح بعد امتحان عصيب مرّ منه الصحب الكرام.

مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اُ۬للَّهِۖ

استهلّ الحقّ –سبحانه- الآية الكريمة بذكر اسم حبيبه ﷺ، قيل بأن «محمد» جاءت خبرا لمبتدأ مضمر تقديره هو، وهو ﷺ الخبر الذي كان ينتظره –على شوق- أهل السماء وأهل الأرض، وقيل «محمد» مبتدأ، وهو ﷺ مبتدأ الخير كلّه، مبتدأ نشأة أمّة، مبتدأ تاريخ أمّة، مبتدأ حياة أمّة…

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت

وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغبراءُ

1

وعلى كلّ حال فهذه الآية جاءت لتسدل الستار على حادثة الحديبية التي كانت محطّة اختبار لأولئك الأخيار. ولتعطنا هذه الخلاصة التي يجب أن يصغي لها الوجود بإنسه وجنّه وكل مخلوقاته: مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اُ۬للَّهِۖ.

ولئن كان سهيل بن عمرو قد رفض أن يكتب على وثيقة الصلح «مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللهِ» 2 فالله ربّ العالمين يشهد بأن محمدا رسوله. ولتُكتب خالدة إلى يوم الدين، ولتُسمع سرمدية إلى قيام الساعة وبعد قيامها.

وذُكر المصحوب قبل ذكر أصحابه حتى نعلم حقّ المصحوب، فلولاه ما كانت صحبة ولا محبّة ولا تربية ولا جماعة. ولقد أضاف-عزّ وجلّ- صفة الرسالة إلى «محمد» حتى لا نفهم بأن الاجتماع كان على شخص محمد، وإنما كان الاجتماع على رسول الله.

فلا خير ولا بركة ولا فلاح لأي جماعة، إلا إذا كان اجتماعها وانجماعها على الله وبالله وفي الله ولله.

مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اُ۬للَّهِۖ وَ الواو واو عطف ولطف ورحمة ورأفة عامل بها المصحوب الأعظم ﷺ من صحبوه حتى استأنسوا واطمأنوا… الواو واو محبّة وتربية واحتضان يسري دفئها من قلب المصحوب إلى َالذِينَ مَعَهُۥ. حتى إذا ما كانوا معه صدقا وحقّا، وأخلصوا في الطلب، سكب لهم من معين قلبه ما تحيا به قلوبهم، وأضفى عليهم من أنوار سرّه ما ينير طريقهم، فاخضرّ بستانهم، واستغلظ عودهم، وأثمر شجرهم.

وأصحاب رسول الله ﷺ كانوا معه قلبا وقالبا، صدقا وحقّا، في السراء والضراء، في المنشط والمكره. فتجلّت آثار تربيته في أخلاقهم، وظهرت أسرار روحانيته في معاملاتهم. فهم كما ذكرهم المولى عزّ وجل أَشِدَّآءُ عَلَى اَ۬لْكُفّ۪ارِ جماعة جهاد لا جماعة قعود، جماعة عزّة وأنفة لا جماعة ذل وخنوع.

أَشِدَّآءُ عَلَى اَ۬لْكُفّ۪ارِ في غير جور ولا غدر. لا يحتقرونهم فيظلمونهم، لكن لا يتخذونهم أولياء فيحبّونهم، ولا يجعلونهم سادة فيعظّمونهم، ولا آلهة فيعبدونهم، ولا قدوة فيحذون حذوهم ويتّبعون نهجهم، ولا يعتبرونهم قوما جبّارين فيهابونهم.

أَشِدَّآءُ عَلَى اَ۬لْكُفّ۪ارِ إن نازلوهم ساؤوا وجوههم، وإن حاربوهم أروهم بأسهم وكسروا شوكتهم.

رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْۖ إنّهم إخوة وأيّ إخوة، إنّهم جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى. هذه الرحمة التي يعاملون بها بعضهم هي الإسمنت الذي بنوا به مجتمع العمران الأخوي. هذه الرحمة والذلة على المؤمنين هي اللبن الذي شيّدوا به صرح دولتهم.

فهم في جهاد مستمر؛ جهاد الأعداء، وجهاد البناء. والغاية الاستخلافية تتطلب هذا الجهد من أجل إقامة دولة ينعم الجميع تحت ظلّها بالعدل والكرامة.

تَر۪يٰهُمْ رُكَّعاٗ سُجَّداٗ وكأنّما يقول لنا ربّنا -سبحانه – ثناء على هذا الجيل الفريد؛ إنّك إن شئت أن تراهم في ساحات الوغى رأيتهم أسودا غلاظا شدادا على الكفار والمشركين، وإن شئت أن تراهم في ميادين التأسيس والبناء رأيتهم إخوة متراحمين متآزرين، وإن شئت أن تراهم في محاريب العبادة رأيتهم ركّعا سجّدا متضرّعين.

أما إنّهم لو انشغلوا فقط بالتدافع العسكري، وابتلعهم الحراك السياسي، وغرقوا في لجّة بناء الدولة، لوقعوا في المحظور. وأصبح الإسلام الحركي دينهم. ولو انزووا واشتغلوا بالذكر والصلاة فقط، لوقعوا في المحجور. وأصبحت الزهادة دينهم. لذلك علّمهم مصحوبهم عليه الصلاة والسلام أن يجمعوا بين العبادة والجهاد. بين الغاية الاستخلافية والغاية الإحسانية.

وجاء الفعل تَر۪يٰهُمْ بصيغة المضارع دلالة على استمرار سجودهم وركوعهم. بل جاء اللفظ رُكَّعاٗ سُجَّداٗ بصيغة المبالغة ليخبرنا بأننا في أي وقت شئنا أن نراهم في صلاة وجدناهم.

فرغم انشغالاتهم وما يتطلّبه منهم درب الجهاد المبارك من يقظة واستعداد وجهد يستنزف طاقاتهم، إلا أنهم لا يفرطون بصلاتهم. وستراهم ركّعا سجّدا في جوف الليل، وستراهم كذلك في الفجر، وفي وقت الظهيرة، وفي العصر، وعند غروب الشمس، وبعد غروبها.

ستراهم ركعا وسجدا في السلم والحرب، في العافية والوصب، في الخصب والجدب، في الغنى والفقر، في اليسر والعسر، في العلانية والسر، عند الخسوف والكسوف…

و رُكَّعاٗ سُجَّداٗ مظهر، فماذا عن المخبر؟

العبد يحكم على الناس من خلال المظاهر، والله وحده سبحانه يتولى السرائر. نحن لا نملك أن نرى ما في الصدور، لذلك يخبرنا عنهم –سبحانه- ويزكيهم لنا قائلا: يَبْتَغُونَ فَضْلاٗ مِّنَ اَ۬للَّهِ وَرِضْوَٰناٗۖ كيف لا وفيهم رسول الله ﷺ.

إنّهم لا يُصلّون نفاقا، إنهم لا يُصلّون رياء، إنّهم مخلصون في صلاتهم، طالبون وجه ربّهم، يبتغون منه فضلا ورضوانا.

سِيم۪اهُمْ فِے وُجُوهِهِم مِّنَ اَثَرِ اِ۬لسُّجُودِۖ قيل: المراد ما يظهر في الجباه بكثرة السجود. فمن كثرة سجودهم وتضرعهم لربّهم وتلذذهم بمناجاة بارئهم ظهرت تلك العلامات على وجوههم.

وقيل هو استنارة وجوههم من طول قيامهم بالليل. قال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.

لمّا داوموا السجود وأطالوه بالليل وأطراف النهار، ظهرت على صفحة الوجه آثار، وعلى المحيّا أنوار.

ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِے اِ۬لتَّوْر۪يٰةِۖ هذه الأوصاف التي ذكرت؛ من شدّة على الكفار، ورحمة بالأخيار، وصلاة بالليل والنهار، ابتغاء وجه العزيز الغفار. هي أوصاف خاتم الرسل الأطهار وصحبه الأبرار المذكورة في التوراة.

أما في الإنجيل وَمَثَلُهُمْ فِے اِ۬لِانجِيلِ كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَو۪يٰ عَلَيٰ سُوقِهِۦ يُعْجِبُ اُ۬لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ اُ۬لْكُفَّارَۖ فهم كالزرع الذي أخرج «شَطْـَٔهُ»ۥ أي فروعه، والشطء هو أعلى العود أو السنبلة «فَاسْتَغْلَظَ» يعني: اشتد العود وقوِيَ وامتلأ فَاسْتَو۪ى عَلَىٰ سُوقِهِۦ يعني: بلغ مبلغه من النمو حتى إنه يُعْجِبُ اُ۬لزُّرَّاعَ لكمال استوائه واستقامته لِيَغِيظَ بِهِمُ اُ۬لْكُفَّارَۖ.

رحم الله الشيخ متولي الشعراوي فقد أتى بنكتة عجيبة في خواطره عن هذه الآية. قال: “ولك الآن أنْ تقارن بين هذين المثالين. تجد المثل الأول في التوراة اهتم بالنواحي الروحية، وذكر أموراً وأوصافاً كلها قيم ومعنويات، فأتباع محمد أشداء على الكفار رحماءُ بينهم، وهم رُكَّعٌ وسُجَّد يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، وهم سيماهم في وجوههم من أثر السجود، كلها قيم ومعنويات ليس فيها شيء من الماديات أبداً.
أما مثلهم في الإنجيل فمثل مادي يخلو تماماً من الروحانيات أو القيم. لماذا؟

قالوا: لأن اليهود كانوا قوماً ماديين مبالغين فيها؛ بحيث لا يقتنعون إلا بها. ففي فترة التيه التي كتبها الله عليهم، رزقهم المنَّ والسَّلْوى، وهو طعام حُلو شهيٌّ يأتيهم دون تعب، وينزل عليهم دون سَعي منهم، فلم يرضوا به لأنه غيبٌ لا يعلمون مصدره، وطلبوا من الله أن يرزقهم مما تنبت الأرض من بقْلها وقثَّائها وفُومها وعدسها وبصلها. أي: ما يزرعونه بأيديهم ويباشرونه بأنفسهم.

حتى في علاقتهم بالله أرادوا أنْ يكون سبحانه مادة، فقالوا: لموسى عليه السلام لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً[البقرة: 55] فلما كانوا بهذه الصورة من المادية جاء لهم بمثَل كله روحانيات وقيم، فكأنه ذكر في التوراة من صفات المؤمنين بمحمد ما ينقض أهل التوراة، يقول لهم: أنتم بالغتم في المادية، وسوف آتي بنبي له أمة تقيم الروحانيات والقيم التي قصَّرتم أنتم فيها.

أما النصارى فكانوا يُغلِّبون الروحانيات، والإنجيل ذاته كله روحانيات وقيم.(…) ولما كان الإنجيل بهذا الوصف جاء مثَلُ المؤمنين فيه مثلاً مادياً تماماً، وهو الشيء الذي يفتقده الإنجيل، فالإنجيل يخلو تماماً من الحديث عن المعاملات وعن حركة الحياة، إذن: فكلُّ مثلٍ منهما جاء ليجبر نقصاً، فاليهود تنقصهم الروحانيات، والنصارى تنقصهم الماديات في حركة الحياة.

ونقف هنا عند قوله تعالى: لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ هذه إشارة إلى أن تقدمنا في الماديات وبلوغنا فيها درجة الاستواء والاستقامة والاكتفاء الذاتي، هذا أمر يغيظ الكفار، فاحذروا أنْ يسبقوكم في هذا المجال. إنهم إن سبقوكم فيه أذلوا أعناقكم، وتحكموا في مقدراتكم، واستعلوا عليكم بما يملكون من إمكانيات ليست عندكم.

وهذا للأسف ما حدث، فقد احتجنا إليهم في معظم الصناعات حتى في لقمة العيش، وها هم يفعلون بنا الأفاعيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لنا: يا مَنْ آمن بمحمد ﷺ فارتضى الله رباً، والإسلام ديناً، ومحمدا نبياً، عليكم أنْ تأخذوا من كلٍّ بطرف، خذوا من الماديات ما يُعلي شأنكم، وما يُعينكم على حركة الحياة. وخذوا من الروحانيات ما يعصمكم من الزلل، ويصلح دينكم ودنياكم، لأن مثلكم في التوراة قِيَم، ومثلكم في الإنجيل مادة.

فكأن الحق سبحانه أراد لنا ديناً يجمع بين الدنيا والآخرة، بين العبادة وحركة الحياة، فإياكم أنْ تأخذوا الدين وتتركوا الدنيا لأعدائكم يستزلونكم بها.

وسبق أنْ قلنا: «مَنْ أراد أنْ تكون كلمته من رأسه فلتكُنْ لقمته من فأسه»، فإياكم أنْ يتفوق عليكم أعداؤكم في هذا المجال، لأن عطاء الربوبية واحد للمؤمن وللكافر، فلا تتركوه اعتماداً على عطاء الألوهية.

إنك لا تستطيع أنْ تقيم العبودية لله إلا إذا أخذتَ بعطاء الربوبية، وسعيْتَ إلى تطوير حركة الحياة والاستفادة منها والمشاركة فيها.

وسبق أنْ أشرنا إلى مسألة ستر العورة مثلاً، وهي واجبة، ولا تتم العبادة إلا بها، انظر كم حركة من حركات الحياة نقوم بها لنستر عورتنا باللباس؟

تتبع بذرة القطن من حين أنْ تضعها في الأرض إلى أنْ تصير ثوباً تلبسه، إذن: “نقول حركة الحياة هي التي تعين على حركة الدين.”

و يختم سبحانه الآية قائلا: وَعَدَ اَ۬للَّهُ اُ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةٗ وَأَجْراً عَظِيماٗۖ فـ «آمَنُواْ» جانب القلب، «وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ» جانب الجوارح، فلا يكفي الإيمان وحده لنيل رضى الله تعالى، كما لا يكفي العمل الصالح وحده لنيل رضى الله تعالى. بل لا بد من كليهما. فما جاء به مولانا رسول الله ﷺ منظومة متكاملة فيها عمل القلب وعمل الجوارح. لا هي زهادة واختلاء، ولا هي حركة جوفاء، ولا هي فكرة عاطلة بلهاء. بل هو سعي حثيث للفوز بالله وإقامة شرعه بين خلقه.

فيا أيها الذين يتمنّون أن يكونوا مع رسول الله ﷺ في الآخرة، كونوا معه في الدّنيا… كونوا معه كما كان أصحابه رضوان الله عليهم. كونوا مع من ينوبون عنه بنفس الوصف؛ أشداء على الكفار، رحماء بينكم، محافظين على صلاتكم طالبين وجه ربّكم.

وصلى الله وسلّم على نور الهدى سيد الكائنات، وعلى آله الطيبين وأزواجه الطاهرات، وعلى صحبه أولي المكرمات، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تذهل فيه-عن أولادهن- المرضعات.


[1] من قصيدة “ولد الهدى فالكائنات ضياء” للشاعر أحمد شوقي.
[2] انظر القصة عند الإمام مسلم (1784) عن سيدنا أنس بن مالك، و عند ابن حبان (4870).