د. حرور: حملة الجار تذكرةٌ حتى يصير الخُلق الحسن مع الجيران جِبِلّة وسَجِيّة

Cover Image for د. حرور: حملة الجار تذكرةٌ حتى يصير الخُلق الحسن مع الجيران جِبِلّة وسَجِيّة
نشر بتاريخ

قال الداعية المغربي الدكتور عبد الرحمن حرور إن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بين حقيقة الإيمان والإحسان إلى الجار، مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم “وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا”، وأيضا بقوله عليه أزكى الصلاة والسلام “والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه”.

وأشار عضو الهيئة العامة للتربية والدعوة في جماعة العدل والإحسان في تصريح خصّ به بوابة العدل والإحسان، على خلفية الحملة الإعلامية التحسيسية التي أطلقتها نساء العدل والإحسان مُتنسِّمةً عبير شهرك رمضان الأبرك، ورافعة شعار “جاري قبل داري” أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان دائم الوصاية ومن ذلك وصيته لسيدنا أبي ذرٍ رضي الله: “يا أبا ذَرٍّ، إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فأكْثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جِيرانَكَ”. في المقابل أكّد على نهي النبي عليه السلام عن الإساءة إلى الجار، وبيّن عاقبة ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ”.

أكثر من ذلك أبرز حرور حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعطاء القدوة في “حسن علاقته بجيرانه القدوة والمثال؛ إذ كان يكرم فقيرهم ويواسي مريضهم ويتفقد غائبهم ويصبر على أذى بعضهم لما كان في مكة”.

واستدعى قصة مُعبرة في الباب عندما أمر عليه الصلاة والسلام أهل بيته بذبح شاة وتوزيعها بين الجيران، وكان أحبّ شيءٍ إليه الذراع، فلمّا قدم سأل عائشة -رضي الله عنها-: “ما بقيَ منْها؟ قلت: ما بقيَ منْها إلَّا كتفُها، قالَ: بقيَ كلُّها غيرَ كتفِها”، وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: “عادَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مِن وجَعٍ كانَ بعَيني”. وتساءل واعظُنا “كيف لا يكون هذا هدي من أدّبه ربه فأحسن تأديبه، وهو القائل “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه””.

وأجمل المتحدث في هذا التصريح أن حملة الجار هذه مباركةٌ، وهي من باب التذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين، لكن المعول عليه في نظره هو “دوام تمثل هذا الخلق حتى يصبح جِبلّة وسَجِيّة، والعمل على بثه في الأمة الإسلامية وجعله عنوانا للإنسانية، التي أريد فيها لهذه القيم أن تغتال وتوأد وتدفن بل وأن تباد، كما تغتال الطفولة وتوأد الحرائر في غزة وفي كل فلسطين وأن يباد شعبها وتدفن قيم الشهامة وواجب النصرة وقضاء حق الجوار في مقابر خذلان جيرانها”.